السادة قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي المحترمون
تحية الجنوب المقاوم … وبعد :
نكتب إليكم من قلب مدينة أنهكها الشقاء وتآكلت فيها المعنويات وانطفأت فيها الكهرباء واختلطت ملوحة البحر بدموع الأمهات .
نكتب من عدن المدينة التي صدّقت الوعد وانتظرت الدولة وصبرت طويلاً ثم تساءلت أخيراً أما من مُستجيب؟
نعلم أن درب التحرير طويل وأن الطريق إلى الدولة محفوف بالصراعات والتحديات "لكن هل يصبح الجوع مقبولاً لأن التحرير لم يكتمل بعد؟" "وهل يُعد العجز الإداري قدراً لا يمكن الفكاك منه؟"
المواطن الجنوبي لم يعد معنياً كثيراً بالبيانات السياسية أو الحسابات الإقليمية إن سؤاله بسيط ومباشر: أين الكهرباء؟ أين الماء؟ أين التعليم؟ أين الصحة؟ أين الراتب؟ يريد مدرسة فيها معلم غير مكسور ومستشفى تعالجه لا تنهبه وإدارة تستمع له لا تتعالى عليه .
قادة المجلس :
لا نكتب إليكم من موقع خصومة ولا نرفع أصواتنا تطاولاً بل نذكّركم أن المسؤولية ليست شرفاً فقط بل كفاح يومي واستماع دائم ومراجعة قاسية للذات .
نريد منكم اعترافاً علنياً بالأخطاء ومصارحة حقيقية مع الناس وتفعيلاً لوسائل الإعلام لتكون صوت الشعب لا صدى القيادات وإشراك الشخصيات الوطنية النزيهة في إدارة شؤون المدينة وخطة إنقاذ قصيرة الأجل تعالج أولويات المواطن الماء،الكهرباء،الغلاء،الصحة،التعليم،الراتب .
قادة المجلس :
إن عدن لا تطلب المستحيل بل تطلب فقط أن لا تُخذل مرّتين مرة من الخصوم ومرة ممن وعدوها بالخلاص .
ختاماً نكتب إليكم بحبر الصدق لا الحنق وبقلب المؤمن المحب لا الغاضب لأننا نؤمن أن الجنوب لن يُبنى إلا بأيدينا لكننا أيضاً نؤمن أن القيادة التي لا تسمع ستفقد ما تبقّى من ثقة .
ولكم في الختام الإحترام مشفوعاً برجاء عاجل أن تلتقطوا صوت هذا الخطاب قبل أن تذروه رياح الإهمال وتطويه صفحة أخرى من الخذلان ..
