آخر تحديث :الأربعاء-18 يونيو 2025-01:46م

سامي الجبلي... صوت الأفعال في زمن الصمت

السبت - 17 مايو 2025 - الساعة 11:42 م
عزت الحاوي

بقلم: عزت الحاوي
- ارشيف الكاتب


كتب _ عزت الحاوي


في زمنٍ كثرت فيه الشعارات وقلّت فيه الإنجازات، يبرز في محافظة لحج رجل استثنائي آثر أن يجعل من الصمت أداة للعمل، ومن الأمل مشروعًا للبناء، ومن خدمة الناس منهجًا للمسؤولية، إنه الأستاذ سامي الجبلي، مدير عام مديرية الحوطة، الذي تحوّل إلى نموذج يُحتذى في القيادة المحلية الصادقة والمتفانية.


وحين تبحث في الحوطة عن من يجسدون الكلمة بالفعل، وعن من يزرعون الخير دون ضجيج، ستجد أن القلة فقط هم من يصنعون الفارق، وإذا أمعنت النظر، ستلمح بصمة الأستاذ سامي الجبلي تزين ملامح المدينة وتترك أثرها في حياة أهلها.


لا يختلف اثنان على ما قدمه هذا الرجل من جهود صادقة خففت من معاناة المواطنين، وخصوصًا في الفترات الصعبة التي مرت بها المديرية فكانت أعماله تتحدث عنه، وقراراته تتجلى في ميادين العمل.


من أبرز ما يميز الجبلي هو حرصه على إعادة الوجه الحضاري لمدينة الحوطة، فبدأ بإصلاح الجولات، وتنظيم مواقف السيارات، وتجميل المداخل، ليمنح المدينة نبضًا جديدًا يعيد لها شيئًا من رونقها المفقود، وكان ذلك بدعم من المنظمات المانحة.


ولم يغفل الجبلي معاناة المعلمين، فكان لهم سندًا حقيقيًا، حيث بادر بالتنسيق مع المنظمات المانحة حتى نجح في تأمين سلة غذائية لكل معلم، تقديرًا لجهودهم وتخفيفًا لأعباء الحياة عن كاهلهم.


كما حرص على حل مشكلةالمواطنين المستفيدين من برنامج الغذاء العالمي، الذين سقطت اسمائهم، وبمتابعة الجهات المعنية، تم صرف لهم سلة غذائية، بعيدًا عن التعقيدات التي اعتادها الناس في مناطق أخرى بحرمانهم.


وعلى الصعيد الاجتماعي، كان الأستاذ سامي الجبلي أحد أعمدة "إصلاح ذات البين"، فساهم في حل كثير من النزاعات والخلافات، مما عزز أواصر المحبة والتلاحم بين أبناء الحوطة، وحفظ للنسيج المجتمعي تماسكه واستقراره.


في وقتٍ يزداد فيه الإحباط من الواقع، تظل التجارب الملهمة مثل تجربة سامي الجبلي شعلة نور وسط العتمة. هو الرجل الذي لم يتحدث كثيرًا، لكنه ترك أثرًا لا يُنسى في حياة الناس، مؤكداً أن من أراد خدمة وطنه لا يحتاج سوى الصدق، والعمل، وحب الناس.