اليمن التي أنهكتها الحروب،وشوهت سمعتها المليشيات،وأخذت من جمالها الطبيعي والحيوي، الذي أرتسم في محيا أبنائها،ففقدت كل شيء جميل فيها، وأصبحت كومة من ركام تارة،وأخرى دمعة من حزن ذرفت من أعين أمهاتها الثكلى،أما بسبب الفقد، أو آلم الجوع، اليمن وبعد عشر سنوات من الحروب، التي تسببت في تعطيل كل مناحي الحياة فيها فلامقدرات وطن باتت موجوده،ولامؤسسات دولة تعمل، ولا إيرادات تُصدر، أو تُورد،ولاتعليم فيها مستقر،ولاخدمات تُقدم، ولامرتبات تصرف،ولا عملة تتعافى،ولا أحبة تلتقي،ولابسمات وأفراح فيها تُنسج،ولاآمال وطموحات تُحقق،ولاغدٍفيها أفضل يؤمل،ولامستقبل مشرق وزاهر يُنتظر،فهي إلى المجهول تُساق وتُورد.
اليمنيون بحاجة إلى سلام دائم وعناق، أكثر مماهم بحاجة إلى حروب وفراق،اليمن واليمنيون عانوا بما فيه الكفاية، من القتل، والتدمير والترويع، والتصفيات، والتجويع، ونهب المقدارات، وتعطيل الثروات وإنقسام الاحزاب،فكل بيت في اليمن يعاني، أما من فقد حبيب، أو يعاني من جوع،أو فقر، أو تشرد،أو يعاني من خيبة أمل في ساسة اليمن، وأحزابها وقادتها،اليمن وشعب اليمن لايحتملون حروب أخرى،اليمنيون لايحتملون صراع آخر تزهق فيه الارواح، وتُسفك الدماء، وتدمر مقدرات ماتبقى من الوطن،اليمنيون لايحتملون تجويع آخر، ولامعاناة أخرى، قد تطول هذه المرة،اليمنيون لايحتملون تهجير أخر،ولايحتملون فراق مؤقت بالتهجير، أو فراق نهائي وأبدي بالموت، في سبيل حرب أخرى جديده سيكون تأثيرها أكبر من السابقة وقد تطول مدتها هذه المرة.
قيادات اليمن شمالاً وجنوباً،أحزاب اليمن شمالاً وجنوباً،أنتم مسؤولون أمام كل قطرة دم تنزف،أنتم مسؤولون أمام كل دمعة عين تذرف،أنتم مسؤولون أمام كل بطن خاويه من الجوع،أنتم مسؤولون أمام كل عين يؤرقها السهر ويتمنع عنها النوم بمجرد التفكير بوضع البلد،أنتم مسؤولون أمام كل بيت يهدم،أو مرفق يدمر،أنتم مسائلون عن أي طريق يقطع،أنتم مسائلون عن كل خائف،وجائع،أنتم مسائلون عن كل شيء سيء يحدث في هذا البلد،وسيكون السؤال أمام الله تعالى،أين الاسلام والرحمة التي جاءبها رسول الرحمة والهدى محمد صلى الله عليه وسلم أين الضمير الإنساني، أين تلك العقول التي تفكرون بها بل أنتم كا الانعام بدون عقل وتفكير فأنتم في أبتلاء عظيم وكبير بسبب ظلمكم لهذا الشعب، الفقير الذي يموت من الجوع بسبب تصرفاتكم،لقد أعمت السلطة أبصاركم،وزيغت عقولكم، فأصبحتم سيئيين الصيت،بسبب تشجيعكم للمليشيات وتكريسها على أرض الواقع،مما ينذر بمخاطر أكبر في المستقبل.
اليمن بحاجه إلى سلام ووئام، لقد جربنا الحرب لعشر سنوات، وفشل الجميع في ليّ ذراع الأخر، بل ازدادت الاطراف قوة، وصلابة، في توجهاتها وهذا ينذر بكارثه أخرى، لايحتملها الوطن وشعب اليمن البسطاء، لأنهم أكثر من تضرر وعانا من هذه الحرب، وهذا الانقسام، فنحن اليوم بحاجه إلى سلام عادل، بين جميع الاطراف المتحاربة، على أن يكون هذا السلام من أجل الوطن والشعب،لأن الواقع أثبت أن الاطراف المتحاربة، هي التي صارت الرابحه، من هذه الحرب، وكسبت الملايين، وتعيش في عيش رغيد، ورفاهية لم يكونوا هم بأنفسهم مصدقين ذلك،نحن ننتظر وبلهفة شديدة رؤية اليمنيون أحزاباً وسياسيين،وهم يتعانقون،ويتصافحون، ويسودهم المحبة، والإخاء، والألفة، والاتحاد، لمصلحة الوطن وشعبه، شمالاً وجنوبا،فمهما طالت الحرب،وأمتدت سنواتها،لآبد أن يأتي يوم،يجتمع فيه الفرقاء اليمنيون،ويغلّبون فيه مصلحة بلدهم،لكن!بعد ماذا!!بعدأن يدمر الوطن؟ويهجر أهله؟ويموت شبابه؟عندها سنتذكر أننا كنا سنصل،إلى السلام ولكن بعد فقدان كل شيء،لماذا لايكون الآن وباقل الأضرار والخسائر،فاليمنيون بحاجه إلى سلام الآن والآن،دون أي وقت آخر.
الجميع يتابع هذه الايام، زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للخليج،وتلك الأموال الهائلة التي ينوون إستثمارها، في هذه الدولة الكافرة،حيث ينظر الخليجيون لليمن وشعبه نظرة عدوانية قديمة،فعلى اليمنيون إلتقاط الإشارات، التي باتت واضحة من خلال تركهم لنا في منتصف الطريق، وعدم دعمهم إقتصادياً لنا،فنحن بحاجة إلى وأحد في المائة فقط، من تلك الأموال التي قدمت للشيطان الأكبر في العالم،فهذه إشارات وأضحة أنهم لايريدون لليمن الخير،فهم يصدّرون لنا الفوضى،والتشكيلات العسكرية،لنقتل بعضنا،بينما يقومون بخدمه بلدانهم وشعوبهم،وتحسين ضروفهم،ويواكبون التطور والثورة المعلوماتية،ونحن كلٌ منا ينظر إلى الأخر بعداوة حمقاء على لاشيء شيء،فهل يعود اليمنون للحكمة والعقل والمنطق، ويفوتون فرصة إندلاع حروب جديده، ومآسي تزيد من تقسمنا وتشرذمنا وتفتت الوطن إلى مربعات صغيرةضعيفة، لاتستطيع حتى حماية نفسها،ويعودون إلى الحكمة التي وصفنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم،من خلال التصالح والتسامح،وبناء وطن قوي وتفويت الفرصة على المتربصين بهذا البلد،الذي عاقب شعبه على مدى عشر سنوات، بسبب عمقه القومي لعدة دول غنية بالنفط والغاز،وبسبب عمقه الإستراتيجي البحري كونه مطل على أهم مضايق العالم،وإمتلاكة لأكبر شريط ساحلي ،وبذلك يكون اليمنيون قد أدركوا خطر المليشيات على أي بلد يكون عمق قومي أو إستراتيجي لدول أخرى مجاوره،وأعتبار ما حصل في السابق درس، لن يكرر، ويعودون لنظام جديد وسلام عادل يختار الشعب من خلال من يحكمه، بمساعدة ومشاركة تلك الدول التي تعتبر المليشيات خطر عليها في بلد كا اليمن،والعودة إلى بناء هذا الوطن،ليعيش شعبه بسلام وتقدم،كغيرة من دول الجور التي تتقدم،وتحسن وضع شعوبها في جميع المجالات.