تُسطّر اليوم المملكة العربية السعودية صفحة جديدة في التاريخ العربي السياسي والاقتصادي، بعد سلسلة من الإنجازات ليس فقط على مستوى المملكة بل تجاوز محيطها العربي والإسلامي انتقالا إلى الدور الريادي في القضايا الدولية. ولعل آخر المستجدات، الزيارة التي يقوم بها حاليا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للملكة العربية السعودية وما تحمله من دلالة سياسية ومصالح اقتصادية، وإعلان رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، والفرحة التي عمّت ليس فقط سوريا بل كل الدول العربية، والتي أتت نتيجة جهود دبلوماسية قادتها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تأكيداً على حرص المملكة العربية السعودية لدعم سوريا والشعب السوري، لرفع العقوبات التي أثقلت الشعب السوري بالأزمات التي كان النظام المخلوع التابع لإيران سببها الأول، واليوم فتحت الدبلوماسية السعودية بوابة الأمل من جديد للشعب السوري.
تؤكد اليوم المملكة العربية السعودية، بقيادتها الحكيمة، أنها ماضية بعزم وثبات في أداء دورها الإقليمي والدولي، منطلقة من ثقلها العربي والإسلامي، ومن قيمها الداعية لتحقيق السلام، في سبيل بناء عالم أكثر استقرارًا وتعاونًا وإنسانية.
وتشهد السياسة السعودية تطورا منذ سنوات إلا أنها في السنوات الأخيرة برزت كثيرا، حيث انتقلت من الدور في دعم القضايا العربية والإسلامية إلى تبني دور قيادي في حل النزاعات التي تشهدها أكثر من منطقة في العالم، وتأتي هذه الجهود تأكيدا على حرص المملكة العربية السعودية في تحقيق السلام التي تشهد توترات، من أوكرانيا إلى السودان والهند وباكستان، ووصولًا إلى علاقاتها المتوازنة مع الدول الإقليمية والقوى الدولية الكبرى.
لقد أثبتت الأحداث والسياسة والدبلوماسية السعودية أن المملكة العربية السعودية هي الدولة التي تلتف حولها الدول العربية والإسلامية، وهي من توحد الموقف العربي والإسلامي، وهي من تقود الأمة اليوم نحو مستقبل مشرق. فالسعودية اليوم لا تمثل فقط دورا محوريا في القضايا العربية والإسلامية وقضايا المنطقة والشرق الأوسط، بل أصبحت عاملا وقوة مؤثرة على المستوى الدولي، قادرة بما لديها من مقومات ورصيد متراكم سياسي واقتصادي على تشكيل تحالفات استراتيجية قوية تسهم في حل الكثير من النزاعات والخلافات، وتغيير الواقع السياسي في المنطقة، وتفرض نفسها كعامل رئيس وقوة داعمة لتحقيق السلام.
المملكة العربية السعودية اليوم، بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تضع نصب أعينها استراتيجيات جديدة تجسد مكانتها الرفيعة على الساحة الدولية، وترسم الطريق نحو علاقات ندية ومتوازنة مع القوى العالمية.
الواقع يقول ستظل المملكة العربية السعودية قبلة الجميع سياسيا واقتصاديا، والقوة المؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي، والمصدر الموثوق للطاقة، بما تنتهجه في سياسة وتدخل ايجابي، وبما تمتلكه من الإمكانات التي تجعل اقتصادها قويا وواعدا، حيث تحتل موقعا جغرافيا استراتيجيا يربط بين ثلاث قارات، وتمتلك مساحة كبيرة، ولديها من الثروات البشرية والطبيعية، والممرات المائية المحاذية لها، وما تلعبه من دور في تيسير حركة التجارة العالمية، وما تمتلكه أيضا من قوة عسكرية ضارية.
ستظلّ المملكة مستمرة بالتعاون البنّاء مع الجميع، مع تأكيدها ضرورة مواجهة التحديات التي تعيق التنمية، وأهمية الالتزام بمبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها.
ختاما أتثبت وتثبت الأحداث والأيام، أن المملكة العربية السعودية اليوم لا تدير المشهد فقط، بل تكتبه على مهل بأحرف من نور، بالحبر العربي واليراع السعودي الذي يُصنع من مزيج السياسة والمصالح والقوة المكانة. إنها بحق دولة لا ترفع صوتها كثيرا، لكنها حين تتكلم، يصمت أعدائها وخصومها. دولة لا تصفّق لنفسها، لكنها ترى العالم يُصفّق لها وبحرارة.
اليوم حقيقة لا تنظير العاصمة السعودية الرياض، ببساطة، لم تعد مجرد عاصمة أو مدينة. إنها المدرسة بل الجامعة التي تعلم الآخر ويتعلم منها. أما الأغبياء الرعاع الهمج أذناب مشاريع رباعية الجهل والخراب والصراخ والموت، فلا ضير... ليستمر صراخهم في الغرف المظلمة، فالدروس العظيمة لا تُشرح في الكهوف، بل في المؤسسات الكبيرة التي تدرك تماما متى يُفتح الباب، ومتى يُقال: "مرحبا....! "