من قراء مقال الصحفي المعروف علي منصور مقراط بعنوان (إلى دولة الأستاذ بن بريك أنني أكتب من عدن المدينة التي تذبخ من الوريد إلى الوريد فاقراء وأسرع للانقاء) سيجد فيه حقائق الواقع المريب الذي وصلت إليه عدن وبعض المحافظات بتفاصيل مؤلمه واكثر دقه
هذا المقال ليس مجرد رسالة لرئيس وزراء جديد، بل صرخة من مدينة تُحتضر، ومن كاتب يكتب بعرقه لا بحبره. ولعل أبلغ ما فيه أنه لا يتوسّل مديحًا ولا يغرق في الإنشاء، بل ينقل بصدق حرقة الشارع وحاجاته الأولية: كهرباء، راتب، ولقمة كريمة.
رسالة مقراط تُجسد واقعًا منسيًا تحوّل فيه المواطن إلى مجرد متفرج على “صراعات رجال الدولة”، فيما يحترق هو في الظلام، ويئن من العجز، ويكتم صراخه في انتظار راتب لا يطعم ولا يغني من جوع.
أما الرسالة لرئيس الحكومة الجديد، فليست طلبًا للمستحيل، بل دعوة للواقعية: الناس لا تريد خطبًا عن الفساد بل خطوات عملية تكبح الانهيار وتعيد الثقة بأن هناك من يفكر فيهم.
الملف الأهم؟ ليس محاربة الفساد في مؤتمرات، بل تحييد الفساد مؤقتًا لإنقاذ الإنسان. الحرب لا تحتمل تنظيرًا إداريًا، بل تحتاج قرارات حاسمة تُنقذ ما يمكن إنقاذه.
باختصار: عدن تُنازع، وما عاد في الوقت متّسع للتجريب.