آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

العيسي: ثمن الوطنية في زمن الخيانة

الأربعاء - 07 مايو 2025 - الساعة 11:44 م
حسين البهام

بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب



قد يتهمني البعض بالمبالغة، لكنها الحقيقة المرة التي تعامي عنها عيون الكثيرين في وطني. فبعد أن تخلّى الجميع عن قيمنا الوطنية الأصيلة، أصبحت الوطنية سلعة رخيصة تُباع على أبواب السفارات، والنضال مجرد نغمات زائفة تُعزف لتحقيق مكاسب شخصية سريعة.


تمعّنتُ في قادة هذا الوطن فلم أجد بينهم قامة وطنية حقيقية، أو مناضلًا خاض معركة حقيقية لاستعادة الدولة. عندها، تساءلتُ بمرارة: أين العيسي الذي سخّر ماله وضحّى بأهله في معركة تحرير عدن من براثن الحوثي؟ ومن بعيد، وصلني صدى ضمير حيّ: لقد حُورب العيسي من قِبل العملاء بسبب نقاء سريرته وإخلاصه لوطنه.


لقد رفض العيسي كل المغريات الزائفة، وظلّ صامدًا كجبل شامخ، يواجه المتسلّقين على السلطة. تُرك العيسي وحيدًا في معركة الشرف والنزاهة، ينازل بسيف الحق وضميره الوطني كلّ جبابرة الفساد. ألَم تعلموا أنه الوحيد الذي أبى التوقيع على تنحي الرئيس عبدربه منصور هادي، بينما خنع الآخرون أمام إغراءات المملكة للتوقيع على نقل السلطة؟


واليوم، نسمع حججًا واهية من أعضاء مجلس النواب والشورى حول كيفية سير عملية النقل للسلطة دون خجل منهم، وكأنهم لا ينتمون لهذا الوطن وتاريخه. لكن العيسي بقي شامخًا رغم الحصار المفروض على تجارته وأمواله التي سخّرها من أجل استقرار الأمن في عدن للشرعية. أما الطامعون الذين يحلمون بإخضاع العيسي، فيمارسون شتى أنواع الضغوط لإذلاله دون جدوا


نقول لهم: إن الوطنية شجرة أصيلة تُغرس في نفوس الأحرار، يصعب اقتلاعها مهما اشتدت الظروف وتغيّرت الأزمنة. لن يتخلى العيسي عن قيمه ومبادئه مهما بلغت الضغوط السياسية والاقتصادية. فالحرّ الذي نشأ حرًا، لا يفرّط في حريته عند الكبر، والعبد يبقى عبدًا وإن ارتدى أثوابًا فاخرة. العبد عبد وإن لبس العمامة.


حسين البهام