مازالت مستجدات قرارات ترامب فيما يخص حرب اليمن وتدمير البنية الإقتصادية لجماعة الحوثي والحد من قدراتها العسكرية وخاصة الجوية مثارا للتعجب والحيرة عند كثير من المراقبين السياسين والخبراء العسكريين حيث كانت التوقعات بعد الهجوم الجوي الأمريكي على معاقل الحوثي ومخازن ذخيرته أن تبدأ مرحلة جديدة من الهجوم البري المسنود بقوات الشرعية لتطهير المحافظات الشمالية من سيطرتهم لتبدأ المرحلة الجديدة في تشكيل الجمهورية اليمنية الإتحادية على أساس إستقلالية الأقاليم في ظل الإتحاد الفيدرالي.
إعلان ترامب وقف الطلعات والقصف الجوي على ضوء تصريح قيادي حوثي بالتوقف عن التعرض للملاحة البحرية والسفن الأمريكية في البحر الأحمر والبحر العربي يعطي مؤشر على أن تراجع ترامب عن الإستمرار في الحرب التي اندلعت منذ أكثر من الشهر والنصف على قدرات الجماعة الحوثية في التصدي لكل تلك الغارات والقصف المتواصل الذي طال الكثير من المنشاءات الحيوية على رأسها الموانئ البحرية والجوية وأن الجماعة أصبحت واقع مفروض بالقوة العسكرية للمرة الثانية وأن قيام دولة إتحادية بين شمال اليمن وجنوبه باتت امر من الأمور المستحيلة في ظل احتفاظ الحوثيين في السيطرة والإحكام عل كل المحافظات الشمالية وقد اصبحت دولة الإتحاد مجرد حدود جغرافية على الورق والخرائط السياسية فقط.
من المستجدات قرار ترامب ستصبح اسرائيل في مقدمة أحداث المواجهة مع الحوثي وإن تلقت دعم سيكون دعم عسكري من الباطن إذ لن يتوقف الحوثي من تقديم النصرة لشعب فلسطين فقد أعاد له الرونق ومنحه ماء الحياة بعد أن فقد شعبيته حتى بين أنصاره بسبب تردي الأوضاع على مختلف المستويات الحياتية للمواطن في شمال اليمن.
ومن تداعيات مستجدات قرار وقف القصف الجوي الأمريكي أن تتخذ القيادات الجنوبية قرار بإعلان قيام الدولة الجنوبية إذ لا طائل من قيام دولة الإتحاد وما دون ذلك يبقى من باب العبث وإطالة الخطئ المتعثرة وإغراق الجنوب في النكبات المستمرة.
لابد أن يقرأ قرار ترامب التراجعي قراءة واضحة أنه ليس هناك تغيير على الأرض وأنه لابد من التحرك السريع واتخاذ القرار في إعلان دولة الجنوب إذا حسنت النوايا واتضحت الأهداف
عصام مريسي
