آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

درع الوطن.. حين تنتصر الحقيقة وتنهزم الأقلام المأجورة

الأربعاء - 07 مايو 2025 - الساعة 03:52 م
محمد المسيحي

بقلم: محمد المسيحي
- ارشيف الكاتب


هناك لحظات في التاريخ لا تُكتب بالحبر، بل تنقش في ذاكرة الشعوب بالدم والتضحيات، وهناك رجال لا تُقاس قيمتهم بعدد كلمات تُقال عنهم، بل بما يصنعونه من واقع تتجلى فيه معاني الولاء والبطولة والصدق، وفي قلب هذا المشهد، تقف قوات "درع الوطن" كأيقونة شامخة تُعانق المجد وتُجابه الزيف، كالسيف في وجه العتمة، لا تنكسر، ولا تتراجع.

منذ تأسيسها، كانت هذه القوات تجسيدا حيا لقيم الانتماء الصادق، والنبل العسكري، والانضباط الذي لا يعرف المساومة؛ فهذه القوات التي خرجت من رحم الميدان، ومن ضمير الأرض التي لا تعرف الخيانة، رسمت لنفسها ملامح مؤسسة تنتمي للشعب، وتذود عن حياضه، وتذيب ذاتها في سبيل حمايته.

لكن، وكما هو دأب النور حين يسطع، لا بد أن يحرك الظلام أدواته، فالحملات الإعلامية المضادة، والمكائد التي تُحاك في غرف مغلقة، ليست سوى ارتجافات الخوف من قوة أبت أن تساوم على شرفها ولا أن تنحني أمام رياح المصالح المشبوهة. أقلام مأجورة، منصات مسمومة، وأصوات لا تعلو إلا حين تُدفع من جيوب المتربصين، تحاول أن تزرع الشك في نفوس الناس، وتسوق الأكاذيب على أنها حقائق، لكنها تسقط دومًا أمام وعي الشعب، وأمام صلابة رجال « قوات درع الوطن» الذين تعلّموا كيف يحولون المؤامرة إلى درس، والحرب النفسية إلى انتصار معنوي جديد.

ما لا يدركه كثير من صُناع الزيف، أن هذه القوات لم تُبنَ على الرمال، بل تأسست على صخور العقيدة الوطنية، وعلى إرث من الشجاعة والولاء، فهي روح وطنية متماسكة، تؤمن بأن الدفاع عن الأرض شرف لا يُقايض، وأن حماية كرامة المواطن ليست خيارًا بل قدرًا.

في قلب هذه القوة، التي قائدها العميد المجاهد الشيخ بشير المضربي الصبيحي، القائد العام لقوات درع الوطن، كراية لا تنكسر. رجل يُلخص في شخصه معاني القيادة الحقة، يملك بوصلة لا تحيد عن الاتجاه الصحيح، ويقود رجاله لا من برج عاجي، بل من وسط الميدان، حيث الغبار والرصاص، وحيث تُصنع القرارات الكبيرة بدم بارد وإرادة لا تلين.

الشيخ بشير المضربي، يُدرك أن قوة المؤسسة العسكرية لا تُقاس بعدد جنودها، بل بمدى التحامها مع شعبها، وبقدرتها على أن تكون درعًا حقيقيًا لا يتآكل من الداخل، ولا يخترقه الخارج ،قيادته الراشدة، المبنية على الحكمة والخبرة، جعلت من قوات درع الوطن نموذجًا فريدًا في الأداء والانضباط، وجدارًا عازلًا أمام كل محاولات الاختراق والتشويه.

من يتابع مسيرة هذه القوات، يلحظ كيف تحوّلت إلى صمام أمان لمناطق شاسعة، وإلى قوة استقرار ملحوظة، تعمل بصمت، وتنجز بفعالية، وتُثبت يومًا بعد يوم أنها مؤسسة وطنية راسخة، لها جذورها في الأرض، وامتدادها في قلوب الناس.

أما تلك الحملات الممنهجة التي تتكرر بين حين وآخر، فليست سوى محاولات يائسة لإطفاء شمعة الحقيقة، لكنها لا تزيد هذه القوة إلا صلابة، ولا القيادة إلا إصرارًا، ولا الشعب إلا دعمًا والتفافًا حول رجاله الأوفياء. فحين يكون الولاء للوطن، لا يمكن لأي فبركات أن تُعكر صفو الحقيقة، ولا لأي خطاب مدفوع أن ينتصر على الواقع ، ومهما علا ضجيج الافتراء، ستبقى الحقيقة ناصعة، وستظل هذه القوات، برجالها وقيادتها، الحصن الذي لا يُخترق، والسيف الذي لا يصدأ.

إذا فإن التاريخ لا يُكتب بالشعارات، بل بالمواقف، وقوات درع الوطن، بقيادتها الحكيمة والتفاف الشعب حولها، تكتب اليوم فصلًا جديدًا من المجد الوطني، وتؤكد أن الكيانات الصادقة لا تُهزم، وأن من زرعوا الولاء في قلوبهم، لا تُقتلع جذورهم، بل يظلون، كما أرادهم الوطن، حماةً له، وسدًا منيعًا في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمنه أو كرامته، فلتسقط الأبواق المأجورة، ولتبقَ « قوات درع الوطن» عنوانًا للفخر، ورمزًا للبقاء.