آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-01:15ص

بين المقاومة والانقلاب .. لماذا لا يمكن مقارنة الحوثيين بحماس؟

الثلاثاء - 06 مايو 2025 - الساعة 06:18 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



في محاولات لتبرير الواقع السياسي والعسكري لجماعة الحوثي، يظهر بين الحين والآخر من يسعى إلى *عقد مقارنات غير منطقية* بين الحوثيين وحركة *حماس* ، باعتبار أن الطرفين يواجهان حملات عسكرية، مما يثير تساؤلات حول مدى *صحة هذا الطرح* ومدى دقة المقاربة بين الحالتين.


لكن الحقيقة الواضحة هي أن *الفرق جوهري* بين حماس كحركة تحرر وطنية، وبين الحوثيين كذراع إقليمي يخدم أجندات خارجية، وهو ما يجعل أي محاولة لوضعهما في سياق واحد *تفتقر إلى المنطق السياسي والتاريخي.*


*حماس: قضية وجودية ومعركة ضد الاحتلال *

حماس هي *حركة مقاومة فلسطينية* نشأت بهدف التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وهو *عدو واضح* يفرض سيطرة استيطانية على أرض فلسطين منذ عقود. القضية الفلسطينية قائمة على أساس *حق مشروع* في مقاومة الاحتلال وفق *القوانين الدولية وشرائع السماء* ، وهي ليست مجرد نزاع داخلي أو صراع سياسي على السلطة.

حماس خاضت معارك شرسة ضد الاحتلال، واستطاعت اقتحام *الجدران والتحصينات العسكرية* ، واستهداف *معسكرات الصهاينة وقلاع المخابرات* ، وأسر جنود العدو، في معركة وجودية تهدف إلى استعادة الحقوق الوطنية المسلوبة.


*الحوثيون: انقلاب يخدم مصالح خارجية*

على النقيض، فإن الحوثيين ليسوا حركة تحرر، بل هم *ذراع سياسي وعسكري لإيران* ، يعمل على تنفيذ *أجندة إقليمية* تهدف إلى زعزعة استقرار اليمن والمنطقة.

لا يمكن اعتبار الحوثيين طرفًا وطنيًا، لأنهم *لم يقاتلوا عدواً خارجياً* ، بل قاموا بـ:

- *قتل اليمنيين واختطاف النساء وتهجير الأسر* .

- *تفجير المساجد ودور تحفيظ القرآن* .

- *نهب مقدرات الشعب اليمني* تحت ذرائع دينية واحتفالات عقائدية.

- *التخلي عن المسؤوليات الاقتصادية* ، حيث تُصرف مرتبات الموظفين في غزة رغم الحرب، بينما *يُحرم اليمنيون من أبسط حقوقهم* تحت حكم الحوثيين.


*مجرد المقارنة بين الطرفين.. جريمة سياسية*

عندما يحاول البعض عقد مقارنة بين *حماس والحوثيين* ، فهم يتجاهلون *الحقائق الأساسية* التي تحدد طبيعة كل طرف:

- حماس *حركة مقاومة وطنية* ، والحوثيون *انقلابيون خارجون عن القانون* .

- حماس تواجه *احتلالًا استيطانيًا* ، والحوثيون يخوضون حربًا ضد *شعبهم ووطنهم* .

- حماس *تحافظ على حقوق الفلسطينيين* ، والحوثيون *ينهكون اليمنيين* اقتصاديًا واجتماعيًا.


بناءً على هذه الفوارق الجوهرية، فإن مجرد وضع الطرفين في مقارنة واحدة *هو تزييف للحقائق ومحاولة لتضليل الرأي العام* ، وهو أمر *غير مقبول سياسيًا وأخلاقيًا* .


*الفرق واضح ولا يحتاج إلى جدل*

محاولات تبرير أفعال الحوثيين عبر استحضار تجربة حماس هي *محاولة فاشلة* لتشويه صورة المقاومة الحقيقية.

القضية الفلسطينية *قضية تحرر* ، بينما الحوثيون مجرد *ذراع إقليمي* يسعى إلى *تقويض الدولة اليمنية* لمصلحة أجندات خارجية.


*المقارنة بينهما ليست خاطئة فحسب، بل هي تبرير غير أخلاقي لممارسات الحوثيين ضد اليمنيين.*

فليُترك الكلام للواقع، حيث يحدد التاريخ *من يقاتل من أجل الوطن، ومن يقاتل ضد شعبه خدمة لمصالح خارجية.*