آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:06م

شيخ على نفسك

السبت - 03 مايو 2025 - الساعة 01:53 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


يحاول بعض الناس تلمس كل جوانب الرفعة والسؤدد واقتناص المكانة العالية ليتربع عليها وهو ينظر إلى الأخرين بنظرة دونية من برجه الذي بنته أوهامه وحاكت نسيج مظهره اكاذيب نفسه الموهومة وتداعيات نفسيته المريضة الطامعة في احتلال المكانة المرموقة ظانا أنه قد بلغها.

وكثير من يعانوا أمراض النقص التفسية يحاول تعويض هذا النقص الذي يشعر به من خلال تقمص الدور الذي يظهره بإنه صاحب العقد والحل وهو يعيش هذا الدور محاولا فرض إرادته وقراراته المنبثقة من تفسه المريضة محاولا فرضها واصباغها يالصبغة الشرعية أو القانونية أو محاولا تحويلها إلى عرف متبع وملزم للناس وخاصة ممن يتصفون يالحياء من رد اقوال وأفعال هذه الفئة من الناس ليس من باب الرهبة ولكن من باب الإحسان بمثل أولئك المتمشيخين والرأفة واللطف بحالتهم.

والملاحظ أن مثل هؤلاء المتمشيخين تصدر افعالهم لتسد حاجات لهم في نفوسهم فمنهم من يعاني النقص وعدم القدرة على اتخاذ القرار حتى في بيته ومع من هم تحت ولايته الأسرية فيحاول تعويض هذا النقص بافتعال دور الشيخ عند معاملته مع الأخرين وربما تنتفخ أوداجه عند سماع كلمة شيخ او حتى مجرد رفع الكف وأداء التحية له كما تأدى التحية لكل الناس فيظن أنه المخصوص وصاحب المزية الخاصة وان هذا من باب الإحتفاء به دون غيره.

ومن المتمشيخين من تطوي نفسه أمراض أخلاقية فيتخذ من دور المشيخة الذي يتقمصه الذريعة لأرضاء غرائزه الدنيئة كون المشيخة المصطنعة تخول له الإضطلاع على خفايا البيوت ومن خلال إقحام نفسه بخفايا البيوت ربما تسمح له الفرصة للجلوس مع النساء فيتخذها فرصة لدخول في حوارات وأحاديث مع نساء الحي فثل هذا يعني من النقص الأخلاقي والذي يطلق عليه بمصطلح العامة شيخ الخالات إذ يتخذ المشيخة وسيلة (للشوهة ) من النساء،

ومن هذه الفئة المتمشيخة من هم دون الناس من حيث المستوى التعليمي او الوظيفي فيلجأ إلى تقمص دور الشيخ محرجا بعض الناس التي تتعاطف مع حالته لاحراجهم في متابعته في مشيخته المصطنعة.

الشيخ يا سادة ليس لقب للرفعة لتشترى بالأجبار او الأحراج أو المجاملة فالمشيخة هي مواقف تمارس تجعل هذا الشخص او ذاك من خلال قراراته ومشتركته ومساعية في حل الخلافات والمشاكل وتسوية المزاعات والوقوف إلى جانب الضعيف ونصرة الملهوف والوقوف في وجه الباغي بحزم وردع المعتدي .

والمشيخ لا تكتسب بالوراثة أو النسب فالمشيخة هي افعال واقوال ومواقف ودون ذلك من أدعى المشيخة فهو شيخ على نفسه.

عصام مريسي