إنّ الشكر من أنبل القيم الإنسانية التي تعبّر عن الامتنان، وترسخ معاني الوفاء والتقدير والاعتراف بالجميل. وليس هناك أجمل من أن تقابل الإحسان بالإحسان، وأن تعبّر بكلمة صادقة أو فعل جميل عن تقديرك لمن قدّم لك أو لمجتمعك أو لمدينتك خدمة، صغيرة كانت أم كبيرة. فالشكر لا يُكلف شيئاً، لكنه يترك أثراً عميقاً في النفوس، ويزيد من أواصر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع والداعمين.
مدينة تعز، المكبلة بالظلم والحصار، كغيرها من المدن اليمنية، تمرّ بظروف صعبة وتحديات متراكمة، لكن رغم ذلك، لم تخلُ من الأيادي البيضاء التي امتدّت لتدعمها وتخفف معاناة أهلها بمختلف الجوانب والمجالات، وهو ما جعل ابنائها وسكانها يقدمون الشكر والتقدير والامتنان لأصحاب هذه الأيادي البيضاء وفي مقدمتهم العميد طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، على ما قدمه ويقدمه لمدينة تعز من دعم خدمي وإغاثي وانساني وتنموي، في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، وهو ما كان له الأثر في كسر الحصار. وتحسين حياة الكثير من الأسر، والتخفيف من وطأة الأزمة المستمرة بالمدينة.
وفي نفس الوقت فإن أبناء وسكان مدينة تعز يقدرون دور دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، ويثمنون دعمها المستمر للمشاريع الإنسانية والإغاثية والخدمية والتنموية في المدينة ومديرياتها المحررة، وفي مقدمتها مشروع طريق كسر الحصار المخا - موزع - الوازعية - الكدحة - البيرين - تعز، ومشروع مياة الشيخ زايد بن سلطان الجاري العمل فيه على قدم وساق في منطقة الضباب، والذي يعد اكبر مشروع مياة في الجمهورية اليمنية، وغيرها الكثير والكثير من المشاريع التى تقدمها لمساندة هذه المدينة،وسكانها.
إنّ الاعتراف بهذه الجهود وتقديم الشكر لأصحابها ليس مجرد مجاملة، بل هو واجب أخلاقي وإنساني نابع من الأخلاق والضمير. فعندما نشكر الداعمون فإننا لا نكرّمهم فقط، بل نشجعهم ونحفّزهم على الاستمرار والبذل والعطاء، ويجعلهم يشعرون أن جهودهم مقدّرة، فيتضاعف عطاؤهم، ويتعزز انتماؤهم للمسؤولية المشتركة، كما أن الشكر يعكس تربية راقية وأخلاقًا نبيلة وعالية للمجتمعات الراقية والمثقفة.
في الختام، يبقى الشكر واجباً دائماً لا يُحدّه وقت، وهو أقل ما يمكن تقديمه لكل من ساهم ويساهم في خدمة مدينتنا الحبيبة تعز، وفي رسم البسمة على وجوه أهلها. وعلينا أن نغرس في أنفسنا وأبنائنا عادة الشكر، وأن نوجّه كلمات الامتنان لكل من يقدم لنا خدمة، سواء كانت على مستوى الفرد أو المدينة أو على مستوى أي فئة من فئات المجتمع. لأن الشكر لا يرفع من قدر من نشكره فحسب، بل يرفع من قدرنا نحن أيضاً.