آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:06م

الجهاد في الإسلام .. بين النصر والجنة.

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - الساعة 10:28 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


الجهاد في الإسلام ليس مجرد قتال لتحقيق النصر، بل هو أسمى من ذلك بكثير. إنه وسيلة لنصرة المظلوم ونشر الدعوة إلى الله، وهو مرتبط بعلاقة المؤمن بربه، حيث يسعى المسلمون من خلاله إلى تحقيق رضا الله والفوز بالجنة.


دين الإسلام جاء لنشر السلام والمحبة، والقتال فيه ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة تُستخدم فقط عند الضرورة فالقتال للضرورة وليس للعدوان واذا تحقق نشر الاسلام دون قتال فلا حاجة للقتال كما يقول الله تعالى: *"وكفى المؤمنين القتال"* ، مما يؤكد أن الأصل هو تجنب القتال إذا أمكن تحقيق الأهداف السامية للإسلام دون اللجوء إليه.


يرى الشيخ *عثمان الخميس* أن الأصل في قتال المسلمين هو تحقيق النصر، وأنه لا يجوز القتال إذا كان يؤدي إلى موت المسلمين.!!

والشيخ يقصد الجهاد، في غزة.!!


هذا الرأي يثير تساؤلات حول مدى توافقه مع منهج الإسلام في الجهاد.

الله تعالى يقول: *"إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"* ، مما يوضح أن النصر مضمون من الله، لكن المسلمين لا يقاتلون فقط من أجل النصر، بل من أجل الجنة.


المسلمون يخوضون الحرب ضد أعداء الله لأنهم يؤمنون بأن الشهداء عند الله خير للأبرار.

رغم القصف والدمار الذي يطال منازلهم وأسرهم، فإن علاقتهم بالله مبنية على قاعدة: *"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"* .

هذا العقد الإلهي يجعل الجهاد وسيلة لتحقيق الجنة، وليس مجرد وسيلة لتحقيق النصر الدنيوي.


السؤال المهم هنا هو: هل مطلوب من المجاهدين أن يروا النصر؟

الجواب يكمن في أن المطلوب منهم هو الإسهام في صناعة النصر، وليس بالضرورة رؤيته.

كما استشهد أوائل الصحابة، مثل *عمار بن ياسر وسمية أم عمار* ، قبل أن يروا انتصار الإسلام، فإن الجهاد هو عمل مستمر يهدف إلى تحقيق النصر للأمة، سواء كان ذلك في حياتهم أو بعد رحيلهم.


ولان الله يعلم أن البشر يحبون رؤية ثمار أعمالهم، ولذلك وعدهم بـ"نصر من الله وفتح قريب"، كجزء من البشرى العاجلة في الدنيا.

لكن الجهاد في سبيل الله يظل مرتبطًا بالآخرة، حيث الجنة هي الجزاء الأعظم للمؤمنين.


الجهاد في الإسلام ليس مجرد قتال لتحقيق النصر، بل هو وسيلة لتحقيق رضا الله والفوز بالجنة.

المسلمون يسهمون في صناعة النصر، سواء رأوه في حياتهم أم لا، لأن علاقتهم بالله مبنية على الإيمان بالعقد الإلهي الذي يضمن لهم الجنة.


*الجهاد هو رسالة سامية تتجاوز حدود الدنيا، ليكون وسيلة لتحقيق السلام والعدل، ووسيلة للفوز بالآخرة.*

المسلمون يقاتلون من أجل الجنة، والنصر هو جزء من البشرى التي وعدهم الله بها في الدنيا.