عندما تساعدك الفرصة في السفر إلى دول العالم،
فإن اول مايخطر في بالك وانت تنتظر ثم تنطلق تلك السعادة و الإثارة التي تتوقع خوضها عند الوصول إلى وجهتك، .
تصل وجهتك...
تفتح عينيك على مدنٍ تتلألأ بالأضواء،
أسواق تعجّ بالحياة، ومبانٍ تُبهرناظريك،..
تتوقع أن الفرح سيكون رفيقك!
ولكن...
مالذي يحدث؟!
تختفي الإبتسامة...ثم تصاب بالوجوم..
شيئًاً ما في داخلك يخذل هذه اللحظة...
شيئاً يثقل صدرك،
وجع ليس مصدره ألم وجع لا تقدر على وصفه،
حتى الهواء يصبح ثقيلاً كصخرة تجثم على صدرك،
الضحكات من حولك لا تصل إلى قلبك.
فيطغي ذلك المشهد الحزين...
تعود بعقلك إلى وطنك الذي يصارع الموت،
موطنًا مجروحًا ينزف في أعماقك كل يوم.
تبدو لك السعادة حولك كسلعة تجارية، متاحة، ولكن بلا طعم.
كل ما حولك يوحي بالحياة، لكنك لا تحيا. كأنك نصف إنسان، النصف الآخر عالق هناك في وطنٍ تتأكله الضمائر المفقودة..
ينهشه الألم كالسرطان،يئن من جراحه المفتوحة. د.
وطنٌ تنهب أحلامه شراهة الساسة، وتنهشه أحقادٌ لا تشبع حتى بعد أن ابتلعت كل شيء، حتى الفتات المخفي تحت أطلاله
كلما حاولت أن تبتسم، تتذكّر الناس في وطنك من لا يستطيعون ذلك. كلما أردت أن تفرح، تعود إليك صور الفقر و الجوع و العذاب و الحرمان والتجبر و الذل..
هنالك وطن يعيش في ظلام دامس في مشكلة مفتعلة لاتعلم من يقف خلفها لكن تجد أن جميع من قد إحتاطوا لأنفسهم و عوائلهم مايبعد عنهم ذلك الحرمان.. لا يكترثون
كلاً يلقي المسؤولية على الآخر..
لا يخجلون مع علمهم أننا أصبحنا جميعا نعي أنهم كلهم يتحملون مسؤولية ذلك الخراب و كل تلك الآلام والذل والقهر والخوف و المعانأة..
هنالك أسر لم تعد تستطيع مواصلة العيش بكرامة..
هنالك حالات طلاق بعد عشرة عمر طويلة نتيجة للضغوطات ومتطلبات إستمرارية قهرت الغالبية افقدت الأسر القدرة على التحمل و فكفكتها..
هنالك جيل مرمي في الشوارع لأن المدارس مغلقة..
هنالك تهاوي بالعملة بشكل لا يصدق...
هنالك غلاء متصاعد بشكل جنوني في الأسعار
هنالك شباب يهيمون فاقدي لبصيص من أمل.
هنالك الكثير من الفوضى..
والاسوء من كل ذلك أنك لا ترى إي أمل في الآفاق..
لا ترى مسؤول يتحمل مسؤوليته..
لا ترى مسؤول مهتم بالكوارث التي أصبحت كتسونامي سيضرب الجميع..
فكيف تفرح وأنت تنزف؟
ورغم كل شيء، لا يموت املنا في الله الرحيم أن يتغير كل شيء و تصحى الضمائر أو أن يبدلهم الله بالاخيار فتتغير الأمور...
فربما ذات يوم، يعود الوطن ويلحق بالعالم و نسترجع حياتنا وسعادتنا
وربما حينها، نستطيع أن نبتسم حقًا.
نبيل محمد العمودي