√• لم يأتي في خلد أحد من صناع الرأي وحملة الأقلام ورواد الصحافة والإعلام أو ممن يشتغلون في بلاط صاحبة الجلالة ..والتي فقدت جلالتها وصولجان سلطتها الرابعة عندما تهاوت كل السلطات ولم يبقى الا صوت الامام وراعي الرعية وسيد المشهد بكل تفاصيله والذي اختزل الحكم والمحكومية في سلالته ومن حوله من قطيع مليشاوي لا عهد له ولا ذمة ولا يعي من الأمر غير تكميم الأفواه وغلق متارس الحرف وطحن الكلمة وزج أهلها في ظلمات الخطف والرهن والاحتجاز دون تهمه ولا محاكمة غير أنه كتب ونشر ..ثم قال وسطر حتى جاء إليه معول العسس واخفوه •••
هذا اليوم هو واقع الصحفيين والإعلاميين وحتى من يثبت في تلفونه مشاهد الانفجارات والحرائق وآثار العمليات الحربية في صنعاء •••
اعتقالات واسعة تشنها المليشيات الحوثية على الصحافة باعتبارها العدو الأخطر والاكثر انتشارا ..بل العدو الأول لمشروعها القمعي الطائفي ••
ما بعد 21 سبتمبر 2014م اندفعت ألة القمع والجريمة والقتل والاختطاف نحو أهل الصحافة والصحفيين باعتبارهم عملاء لامريكا وإسرائيل ومرتزقة للتحالف وتهديدا وجوديا لها في وسط صنعاء واب وصعدة وغيرها من مناطق سيطرتها المرهونة ..ووجود الصحفيين في الأصل يهدد البنيان الدعائي الحوثي القائم على التضليل والكذب والعمل الاستخباراتي وملاحقة الكتاب والطلاب والأفكار وإن كانت تطير في الهواء ..!!
فالكلمة الحرة والفكر المتحرر والرأي العام من المنظور السلالية والطائفي الحوثي أو الإيراني سلاحا أشد فتكا بمنظومتهم الرجعية العنصرية التي عملت خلال عقد من الزمان على فرض أيديولوجية ( إمامة الفقية ) وبالطريقة الحوثية بالقوة والعنف والإرهاب وتكميم الافواه وكسر الأقلام وتجفيف الأحبار حتى يصل الأمر بقول أحدهم في سجن الأمن المركزي بصنعاء :( نحن نتعبدالله بتعذيب الصحفيين)!!!•••
( انتم الصحفيون العدو الوجودي للحوثيين)!!
أنها عبارات ليست صادمة وحسب ولا تعتبر تهديدا عابرا ...بل نهج ومنهج قمع استخباراتي وأمني للتعامل مع الصحفيين ..!! والذي في نفس الوقت يكشف مدى خوفهم وروعهم من الصحافة الحره والاقلام الشريفة المناضلة التي لازالت تختنق حتى كتابة هذه الكلمات في سجون القمع الحوثية وتحت هيمنة التهديد والتعذيب والتي لطالما بدأت بالسب والشتائم والقذف مرورا بالتعذيب البدني ولتنتهي بتصويب فوهات البنادق على رؤوسهم ..بصرخة حوثية أكثر تصلفا وعنجهية واجرام ( ما يسكت الاعلام الا الإعدام ) ••
هكذا قالها أحد الصحفيين في مقالته وبعد سجنه لثمان سنوات وكتب / عبد الخالق عمران :(هذا الفكر الإرهابي كان يشرعن القتل كسلاح لإسكات الكلمة فلم تكن الصحافة جريمة ..لكنهم حولها إلى ذلك ولم تكن المهنية تهمة ..لكنهم جعلوها سببا للحكم علينا بالاعدام وأصدروا فتوى بقتلنا )!!!
وبعد كل ذلك تظل قضية الصحفيين المختطفين في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية هي قضية حقوقية إنسانية بالدرجة الأولى ..واستمرار اختطافهم حتى اللحظة هو جريمة يومية مستدامة واختبار حقيقي لالتزامات ومواثيق الأمم المتحدة والعالم الحر تجاه الصحافة والسكوت عنها بحد ذاته جريمة على جبين كل المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن والتي لازالت تغطي عين الشمس بمنخل •••
وتظل الصحافة والصحفيين باعتبارهم وجه الخصومة وأدوات الحق والتغيير هم حماة كل الحقيقة ومهما كلف الثمن •••
عامر سلام فوز.
عدن
الخميس ١٧ ابريل ٢٠٢٥م