آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-11:54م

الفريق محمود الصبيحي.. أسد الصبيحة وفارسها الذي لا يتقهقر

الإثنين - 14 أبريل 2025 - الساعة 04:53 م
محمد المسيحي

بقلم: محمد المسيحي
- ارشيف الكاتب



لا يُعادل الصمت في بعض اللحظات شيئًا سوى الخيانة… ولا يُمكن أن تقرأ المروءة إلا في سيرة الرجال الذين اختاروا أن يكونوا في قلب العاصفة، لا على هامشها ،وفي لحظة وطنية فارقة، يتوجب علينا أن نعيد ترتيب الصفوف، لا سيما حين تُستهدف القامات، وتشوه الرموز، ويُداس الشرف على أعتاب الأقلام المأجورة.


الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي،صفحة ناصعة كتبت بمداد التضحية، وخُطت بعرق الرجال الذين لا يساومون، ولا يركعون إلا لخالقهم ،هو عنوان لمرحلة، وصوت لصمت الكرامة، وسيرة من ذهب لا تُمس إلا بأيد طاهرة.


ليس من السهل أن تكتب عن محمود الصبيحي، لأنك حين تكتب عنه، فأنت تكتب عن الكبرياء حين يتجسد في هيئة إنسان، عن الصلابة حين تتكلم، عن الثبات حين يكون خيارًا لا شعارًا، هو من أولئك القلائل الذين لا تقاس أوزانهم بوحدات الكيلوغرام، بل تقاس بمواقفهم، بثباتهم، وبما يحملوه في صمت، حين صرخ غيرهم من أول زوبعة.


في زمن الانكسارات والانحناءات، كان الفريق محمود الصبيحي واقفًا، حينما تقهقر كثيرون، ظل ثابتًا، لم تُغره المناصب، ولم تُغوه الصفقات، ولم يُبدل مبادئه على موائد المساومة، كان وسيظل من أولئك الذين يكتبون الفارق، لا يُقرأون فيه.


لم يكن دخوله المعترك السياسي والعسكري بحثًا عن سلطة، بل كان التزامًا أخلاقيًا تجاه قضية وطن، وتجاه شعب أرهقته التحولات، وأنهكته الخيانات؛ وحين دفع الثمن، دفعه بصمت الأبطال، لا بصراخ المتباكين، لم يطلب شفاعة، ولم يتوسل نجاة، لأنه كان يعرف أن الكرامة لا تُشترى، والوطن لا يُباع.


في الآونة الأخيرة، تناهت إلى الأسماع همسات مأجورة، وأقلام رخيصة، تحاول النيل من قامة الفريق الصبيحي، وتُشوه تاريخه بجُمل مسمومة ،لكن الحقيقة الساطعة لا تُطفأ بشهقة دخان، ولا تُحجب بغبار أقلام مأجورة.


ما يُحاك ضد الفريق الركن محمود الصبيحي ليس إلا انعكاسًا لفشل أولئك الذين لم يستطيعوا أن يكونوا مثله، فقرروا أن يهاجموه. لكن مهاجمة الشرفاء لا تُسقطهم، بل تفضح مهاجميهم،محمود الصبيحي لا يحتاج إلى شهادات، لأنه رجل يشهد له تاريخه، وتشهد له الميادين، وتشهد له مواقفه التي سُطرت بدمه، لا بحبر البيانات.


من رحم الجبال الشمّاء، ومن عمق الأرض التي لا تنكسر، خرج أبناء الصبيحة، رجالاً لا يعرفون الخنوع، ولا يرضون الدنية في كرامتهم؛ وهؤلاء الرجال، حين يُستهدف أحد رموزهم، لا يقفون متفرجين، بل يتحولون إلى جدار لا يُخترق، وصف لا يُكسر.


اليوم، كل أبناء الصبيحة مدعوون إلى أن يُسقطوا جدار الصمت، وأن يعلنوها مدوية: لا مساس برموزنا، لا تطاول على من دافع عن الأرض والعرض، ومن سُجن لأنه قال "لا" في وجه من قال "نعم" لبيع الوطن.


إلى كل من تسوّل له نفسه أن يكتب حرفًا في حق هذا القائد، نقول: ستلعن اللحظة التي حملت فيها القلم. فمحمود الصبيحي لا يُكتب عنه بحبر التشكيك، بل يُكتب عنه بمداد الفخر.


وإلى أبناء الصبيحة كافة، آن الأوان أن تتحولوا من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم المشروع، لا بالكراهية، بل بالحقيقة ،لا بالشتم، بل بالتوضيح ،لا بالفوضى، بل بالاصطفاف على كلمة واحدة: "لن نسمح لكم أن تمسّوا رموزنا، فأنتم لم تعرفوا معنى الوطن… أما نحن، فقد دافعنا عنه بدمنا.