آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-07:29م

وقفة الأكاديميين أمام مقر التحالف آخر أمل قبل انفراط العقد

الإثنين - 14 أبريل 2025 - الساعة 01:42 م
د. أنور الصوفي

بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


عندما تقرر أن تكون وقفتنا أمام مقر أشقائنا في التحالف توقعت أن نأتي وقد أعدوا لنا الاستقبال الذي يليق بنا كأديميين، فتوقعت أن يدخلونا قاعة مكيفة من قاعاتهم المكيفة التي تم تهيئتها لهم، وتوقعت أن يوزعوا علينا الماء والمرطبات ووجبة خفيفة كترحيب بنا باعتبارنا صفوة المجتمع، توقعت أن يكون في استقبالنا قائد التحالف باعتبارنا رموز العلم والمعرفة، وتوقعت أنه بعدما نعود إلى منازلنا أن نكون محملين بالفواكه والعصائر ومن كيس كيس لحمة وبجانبه ظرف فيه مصروف سنة إلى قدام باعتبارنا قد جعنا في وطننا الذي نقف اليوم فيه أمام مقر التحالف وخلفنا ميناء يغذي العالم كله، ولكنه عجز عن إطعامنا.


خابت توقعاتي فعند قدومنا استقبلنا جنود من بني جلدتنا رحبوا بنا بكل احترام، ويبدو على وجوههم البؤس كما يكسو وجوهنا، وقفنا تحت الشمس وعلى تراب حارقة لنقول مطالبنا لأشقائنا بعدما عجز الرئاسي والحكومة عن حلها، فكان نقيبنا يلقي كلمته متوجهًا نحو مقر التحالف ونحن ننظر إليه وخلفه بواخر وسفن تتزود من مينائنا لتنقل للعالم قوتهم وشرابهم، ونحن يكاد يقتلنا العطش في تلك البقعة التي وقفنا فيها فتذكرت قول الشاعر: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول.


أُلقي البيان الختامي وطلبنا مقابلة قائد التحالف أو أي مسؤول في التحالف فأخبرنا الجنود أنه لا يوجد أحد في المقر، فسلمناهم نسخة من البيان لعلهم يأتون في يوم من الأيام ويجدونه لعلهم يعملون لنا حلًا مع الجوع والفقر والذل والمهانة في وطننا.


عدنا من وقفتنا ونظرت نحو ميناء عدن، فتحسرت أننا نمتلك هذا الميناء وليس ببعيد منه منفذ عالمي ولا نجد راتبًا نعيش من خلاله بكرامة كباقي شعوب المنطقة التي تعيش في وسط الصحراء، ولكنها منعمة هانئة مطمئنة شعوبها.


قبل هذه الوقفة وقفنا وقفات كثيرة ومتعددة ولا مجيب، ووقفنا اليوم وقفتنا أمام مقر أشقائنا في عاصمتنا لعلهم يأتون لنا بالحلول بعدما عجز رئيسنا ونوابه وحكومة الاثنين درزن عن حل مشاكلنا، ويبدو أن هذه الوقفة أمام مقر التحالف هي وقفة قبل انفراط العقد.


أخيرًا تحية لكل من حضر هذه الوقفة التي أطلق عليها وقفة الكرامة للتعبير عن الوضع المزري للموظف في هذا الوطن.