آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-09:59م

خطيب الأزهر الجهاد تحت راية الحاكم

السبت - 12 أبريل 2025 - الساعة 05:24 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب



عبر فضيلةالدكتور./ عبد الفتاح الهواري عميد كلية اصول الدين سابقا وخطيب خطبة الجمعة اليوم في جامع الازهر العظيم امام عشرات الالاف من المصلين عن المعنى الحقيقي للجهاد والفقه الحقيقي لهذه الفريضة الدينية في اجابة وتوضيح واضح وبيان بليغ لتلك الدعوة التي انطلقت من البعض بالدعوة الى الجهاد المسلح في صورة متكررة من مثل هؤلاء المستعجلين واحيانا المندسين الذين يخدمون اسرائيل واجندة اسرائيل في توجيه الصراع والبندقية بين الشعوب المسلمة والحكام بين الشعوب العربية الاسلامية وبين مؤسسات الحكم السياسية والامنية والعسكرية


ليست هي المره الاولى التي يظهر مثل هؤلاء ودعونا نحاول ان نحسن الظن بهم مع علمنا بوجود مندسين الذين عندما تظهر للامة نازلة مع اعداء الامة وفي مقدمتهم العدو الصهيوني الاسرائيلي يتصدر هؤلاء المنابر ويدعون الامة الى الذهاب للجهاد مرة في افغانستان وعدة مرات في فلسطين وفي البوسنة والهرسك وهنا وهناك في اكثر من مكان ثم نجد ان هؤلاء الشباب المتحمسين يتوجهون في صدام مسلح مع مؤسسات الحكم والامن والجيش للدول العربية والاسلامية


الازهر كان واضح لا جهاد الا تحت رايه ولي الامر وولي الامر الذي يمثل بالنسبة لمصر فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لا ينظر الى هذه المسألة من ذات الزاوية التي ينظر اليها هؤلاء والكل يتفق معهم فيما يتعرض له اخواننا الفلسطينيين من حرب ابادة بشعةمن هؤلاء المجرمين الصهاينة ولكن ولاة الامور وما يتعلق بموضوعنا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ينطلقون من مسؤولياتهم واولوياتهم التي تتركز بالمسؤولية الوطنية والقومية العربية والاسلامية والاخلاقية تجاه الشعب المصري كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته


هذه الفتاوى المستعجلة التي يصدرها هولا بالدعوة الى الجهاد المسلح تخلق احتقانا دينيا بين هؤلاء المتحمسين والقليلي العلم والخبرة وبين مؤسسات الحكم واجهزتها الامنية والعسكرية ولا نستغرب اذا ما قلنا انه قد تم اكتشاف الذباب الالكتروني الصهيوني الذي يسعى في احياء هذا المفهوم الفقهي لادخال الشعوب العربية مع حكامها في نزاع وخلاف لتشوية الاسلام واشغال الحكام والمحكومين في حرب


موقف الحكومة المصرية والقيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية ينطلق من المسؤوليات والترتيب في اولويات هذه المسؤولية فالمسؤولية على 100 مليون مصري واكثر من 10 مليون لاجئ تعد اولوية قصوى ينبغي لهذه القيادةالاعتبار لها


مصر والقيادة مصرية تبذل جهودا جبارة حثيثة ومستمرة ومتواصلة فيما يتعلق بالقضيةالفلسطينية وما يحدث في غزه وهؤلاء مشكلتهم انهم يحصرون الجهاد فقط في القتال اي انهم يفسرون الجهاد ولفظ الجهاد بانه القتال وهذا مفهوم قاصر وغير صحيح فالجهاد مفهوما واسع ومتضمناته كثيرة قال الرسول صلى الله عليه وسلم جاهدوا المشركين باموالكم وانفسكم والسنتكم فهناك الجهاد الاقتصادي والاعلامي والثقافي وغير ذلك من انواع الجهاد والاصل في الجهاد كما قال الله سبحانه وتعالى اسوة بسائر العبادات الاستطاعة والمقدرة والترتيب والاولويات والتنظيم تحت قيادة منظمة وليس العشوائية التي تؤدي الى مفاسد اعظم من المصالح المرجوة بحسب فقه هؤلاء المندفع والصغير

قال تعالى

لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها

وايضا لا يكلف الله نفسا الا وسعها.