آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-11:54م

تراجع ترامب عن خططه

الخميس - 10 أبريل 2025 - الساعة 03:37 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


بعد أن اتخذ ترامب قراراته في إنهاء الوجود الحوثي في شمال اليمن بعد تصنيفها كجماعة إرهابية وبعد تهديداته العنيفة باستهداف أيران وتوجيه الضربات الموجعة لها يلاحظ بالإجراءات التي يقوم بها بإعلان تحويل الحرب التي أعلنها على جماعة الحوثي إلى حرب برية مسندة بسلاح الجو بعد أن كانت معركة جوية ويفسر هذا التحول في استراتيجية المعارك هو التقليل من الخسائر المادية والتكاليف الباهضة للحرب وإدخال شركاء لتحمل جزء من تلك الاعباء فبتحول المعارك من الجو إلى البر والبحر تكون السعودية وحلفائها من دول الخليج على موعد لتحمل التكاليف الحرب المادية والبشرية بفتح جبهات لاجتياح مناطق سيطرة الحوثي من جهة الشمال لتكون الأراضي الجنوبيةالتابعةللمملكة السعودية على موعد بأن تكون ساحة للمعارك وخاصة تلك المتاخمة لمناطق سيطرة جماعة أنصار الله من الجهة الشمالية وبهذا يكون ترامب قد جعل المملكة السعودية في مواجهة الأحداث من جديدلتقدم ما يجب عليها تقديمه من الإسناد المادي والبشري في خوض غمار المعارك في المعركة التي اتخذ قرارها ترامب واقر فيها الإنقضاض على الجماعة التي اعتبرتها قرارات البيت الأبيض جماعة إرهابية حتى الإجهاز على أخر نفس لها واستئصالها من المنطقة بعد أن اصبحت مصدر شغب مربك لمصالحها ومصالح اسرائيل.

ولا شك أن إعادة تفعيل جبهات المعارك من مناطق جنوب اليمن وشرقه في تعز ومناطق لحج المتاخمة للحدود الجنوبية لمناطق سيطرة الحوثي ومناطق يافع المتاخمة لمناطق سيطرته في البيضاء ومن الشرق بيحان ومارب يعد عامل إرباك جديد للحوثي وقلب الموازين بعد أن تجمد لهيب تلك الجبهات لسنوات من إندلاع عواصف المعارك التي اعلنها تحالف دعم الشرعية وبهذا سيجد الحوثي أن جبهات القتال قد اتسعت رقعتها إذ عليها قتال داخل الدولة وفي الأقليم وخارجه في معارك متنوعة بين البحر والبر والجو في وقت واحد و أن اشتعال كل تلك الجبهات سيكون من اسباب قطع الإمدادات التي كان يتلقاها من ايران وبعض الداعميين غير المعلنيين .

وبتراجع ترامب عن تهديداته التي أطلقها نحو ايران بصب الغضب الأمريكي عليها والعودة إلى المفاوضات حول الملفات العالقة بين امريكاء وايران وعلى راسها الملف النووي تشيع حالة من اليأس في الأوساط الأسرائيلية التي كانت تتراقب لأعلان موعد ساعة الصفر لصب الغضب الأمريكي على ايران حتى يتسنى لها نسيان مصدر القلق الدائم من وجود ايران وتهديداتها.

تراجع ترامب عن بعض خططه اربك المشهد وزاده تعقيد في تحديد حالة الحرب واللاحرب في المنطقة إذ أن قراره يشعل غمار المعارك في اليمن والبحار المحيطة بها الأحمر والعربي وبعض دول الأقليم لشبه الجزيرة العربية وفي ذات الوقت يضغط على زرار إعلان وقف الحرب مع ايران التي هي الداعم الأساسي لجماعة الحوثي.

تلك التحولات في القرارات المتخذة من قبل الرئيس الأمريكي ترامب اظهرت التناقضات في قرارته التي هي في الأخير تخضع لقواعد جلب المصالح ودرء المفاسد فعندما كانت مصالح امريكاء ايقاف الحرب وقفت وعندما أصبحت المصلحة إعلان الحرب أصبحت الحرب وشيكة الحصول واصبحت المنطقة تترقب إعلان ساعة الصفر.

عصام مريسي