آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-11:54م

الحوثي بين الإرهاب والبطولة

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - الساعة 03:13 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


من إرباكات المشهد الدرامي للاشتباكات الدائرة بين سلاح الجو الأمريكي والأسرائيلي الذي يوجه طائراته المسيرة وسلاح الجو من مختلف صنفوف الطيران الحربي لدك قوة جماعة الحوثي بعد إعلانها جماعة أرهابية كما صنفها القرار الأمريكي وبين صواريخ جماعة أنصار الله التي أطلقتها نحو الأهداف العسكرية لاساطيل امريكا وقطعها البحرية في البحر الاحمر وربما تتعدى للقطع البحرية الأمريكية في البحر العربي عند تطور تعقيدات المشهد الدرامي ودخول المواقف في مرحلة العقدة الدرامية وكذا توجيه الضربات الصاروخية والطيران المسرب نحو اسرائيل.

الاسئلة الملحة التي تطرح نفسها إلى أي مدى حققت الضربات الحوثية أهدافها في ارباك الحالة الحياتية في اسرائيل وهل شكلت أزمة وعطلت الحياة وهددت مصالح تضع أسرائيل في المحك والإمتحان لتضع البدائل لحربها ضد أبناء غزة وتقدم التنازلات في سبيل تخفيف العبئ ورفع الضغط الذي تسببه الصواريخ التي ترسلها جماعة أنصار الله الحوثيين من اليمن .

إن ماتقوم به الجماعة الحوثية من ارسال صواريخها إلى اسرائيل وإن لم تحقق الكثير من الدمار البشري والإقتصادي في اسرائيل قد اضفى على الجماعة روح من الأسطورية المغلفة بالبطولة والفدائية على مستوى المجتمعات العربية والإسلامية ويبدو هو النصر الذي يبحث عنه الحوثي وقد ناله لكن على المستوى العسكري تعيش الجماعة انحسار عسكري وهزائم قتالية وخسائر في الأرواح على مستوى القيادات والأفراد وتراجع الدعم الإيراني لتضييق الطوق الجغرافي بالحصار الذي فرضه الهجوم الجوي الأمريكي الذي قد يتصاعد ليشمل الكثير من المساحات الجغرافية التي يسيطير عليها الحوثي.

لا شك أن الأنباء عن تصعيد الهجوم وإرداف هجوم الجو بهجوم واجتياح بري سيشد حلقات الخناق حول قوى الحوثية لكن التساؤول لماذا تريد امريكاء واسرائيل الأنطلاق في زحفها البري من الجنوب والشرق سوى اقحام محافظات الجنوب والشرق اليمني في صراعها مع الجماعة الحوثية وتوجيه انظاره نحو الجنوب واشراكهها في الصراع حتى ينالها حظ من الصواريخ الطائشة لجماعة الحوثي العبثية كنوع من الإنتقام وكان حريا بها ان تنفذ هجومها البري من الغرب وتشد تضييق الخناق عليه باغلاق المنفذ الذي يتحكم به وقطع شريان التواصل الذي يتغذى منه بالسلاح والخبراء ويتلقى من خلاله الدعم اللوجستي الأيراني وحلفائها

إن البطولة التي حققها الحوثي بارسال الصواريخ الطائشة إلى أسرائيل وأكسبته بريق وقتي جلبت له في نفس الوقت التبور الامريكي والوبال الأسرائيلي الذي بات يسبب الشلل لكثير من قدراته باستمرار حرب الجو منذ أكثر من عشرين يوما حتى اربكت قراراته التي تنطلق بين الحين والأخر في توجيه حربه نحو الجوار كنوع من التهديد والضغط على حلفاء الخليج.

ولا ريب في أن استمرار الحرب الصاروخية وتفاقم الأوضاع العسكرية وتواصل التصعيد واشراك أطراف في المشهد سيخرج الصورة التي بدأت باستعراض القوة وإظهار الامكانيات إلى حرب ثالثة فتيلها أوشك أن يشتعل ليحرق من يقترب منها أو يبتعد فحرب النجوم التي اشعلتها قوى ظل الخفية باستخدام الرموز والعناصر التي لم تكن في الحسابات باتت بين قوسين او ادنى.

فكيف للحوثي الذي أظهر ارهابه في المحيط اليمني في حرب الأجتياح وسلط مدافعه على العزل من الشيوخ والنساء والأطفال في المحافظات الجنوبية ومارس البلطجة الممنهجة وقتل الصغير والكبير ودمر البنى التحتية ونهب الخيرات يصنع اليوم البطولات ويقدم التضحيات من اجل اطفال ونساء وشيوخ غزة .

إن ما يقوم به الحوثي هو مجرد شغب منظم لصالح ايران التي فقظت اذرعها في العراق وسوريا ولبنان ولم يبقى لها غير ذراعها العقيم في شمال اليمن تخوض به بعض الشغب تجاه خصمها الولايات الامريكية

فإن لمعت تلك الصواريخ الحوثي في بعض المجتمعات العربية والإسلامية لكن بريقها باهت عند كثير من الجنوبيين لأنهم قد ذاقوا المها ومراراتها وأرقت دماؤهم وقطعت اشلاؤهم واصابتهم بالخوف والهلع إبان حرب الإجتياح

عصام مريسي