آخر تحديث :الأربعاء-18 يونيو 2025-10:28م

حضرموت هواها جنوبي

الإثنين - 07 أبريل 2025 - الساعة 04:46 م
صالح فرج باجيده

بقلم: صالح فرج باجيده
- ارشيف الكاتب



البعض يُصرّ، ويدغدغ المشاعر، ويتحدث عن حضرموت وأهلها بشعارات ومصطلحات تؤكد عظمة وكِبَر حضرموت.. وهو حق يُراد به باطل، حيث يتم اختزال حضرموت الكبيرة أساسًا بأهلها في فئة محددة، هي التي تحاول إدارة صراع لمصادرة حضرموت والهروب بها.


ولأولئك نقول: حضرموت أكبر منكم بكثير، ولن تختزلها فئة، ولن تمثلها قبيلة، ولن تأتي بها ثلة على حساب الغالبية والسواد الأعظم من شعبها.


لقد قالت حضرموت، وكررت مرارًا، إنها جنوبية، ولن تذهب أو تغرّد بعيدًا عن سربها الجنوبي. فهي ضمن الجنوب رقمًا فاعلًا في كل المعادلات، وبالأساس: العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.


من يهربون من هذه الحقائق هم جزء من فئةٍ لها مآربها الخاصة، وهي تمثل جزءًا يسيرًا جدًا من تلك الفئة الحضرمية، ولا تُمثّل كل حضرموت، بل تستغل الظروف وتحاول الظهور لا أكثر ولا أقل، لتحقيق مصالح آنية تخصها وحدها.


ومنهم من يردد: “لقد جربنا الانضمام جنوبًا وشمالًا”، في محاولة لدغدغة المشاعر، متناسيًا أن الحضارم قد لفظوا أوضاع حقبة ما قبل 1967م وثاروا عليها، ولن تعود تلك الحقبة مهما كانت الأحلام والآمال.


ولو كان في تلك الحقبة خير، لحافظ عليها الأجداد والآباء، وحموها بحدقات أعينهم.


ولو كان لدى القائمين على زعزعة الأوضاع في حضرموت اليوم نية حقيقية للإصلاح، لكان الأجدر بهم القبول بالخروج من عباءة اليمننة، والتخفف منها أولًا، والانطلاق نحو الجنوب، حيث سيكون لهم أكثر من الثلث تمثيلًا فيه مستقبلًا.


أما المماحكات الحالية، فهي تُدار من قبل من لا يريدون للخير أن يُثمر، بل يتبنون خطًا لا يؤدي إلا إلى الارتماء في أحضان “باب اليمن” مجددًا؛ ليس لحضرموت وحدها، بل لرمي الجنوب كله، وهو ما لن يسمح به شعب الجنوب أبدًا.