لقد كنا في مطلع الاسبوع المنصرم في رحلة جميلة وممتعة انطلقنا من الوهط إلى احد الشخصيات القيادية المرموقة لمبادلته الوفاء بالوفاء المتزامنة مع المناسبة الدينية العظيمة حيث تبادلنا معه التهاني والتبريكات وبالتحديد في رابع ايام العيد المباركة إلى منطقة عزافة بمضاربة لحج وبمعية الشيخ منير ماطر الجعدي الشيخ الذي شاع صيته في اوساط المجتمع بما يقدمه من أعمال خيرية وإنسانية وعلى متن سيارته كان معنا الشيخ توحيد صالح الصماتي والأخ عبدالسلام صقر المعبقي والولد جبران عدنان والولد محمد جلال ووصلنا الى منزله والذي كان مكتض بالزوار منهم والدي حفظه الله ورعاه العميد عوض عبدالله السويسي والشيخ فهد سالمين والقيادي فهد السمان وكذلك الشيخ علي بن علي مهيوب شيخ مشايخ الكعللة واخرين والذين كانوا على مدار الوقت يتوافدون منهم من يحضر ومنهم من يغادر المجلس فكان اللقاء لقاء معاودة وتبادل التهاني والتبريكات مع من صار مزار للقريب والبعيد وأصبح منزله محط للشاكي ومتنفس للمظلوم وبآحة للمكروب .
وهناك من يقول لماذا تاخرت بالمقال إلى اليوم فألتاحير كان نتيجة اصابتي بوعكة صحية الزمتني الفراش وغبت عنكم إلى أن منٓ الله علينا بالشفاء فكتبت هذه الاسطر مع انني ادرك بانني مقصر فيها بحق هذا الرجل الكريم والشهم المتواضع ذو الأخلاق الكريمة ..
اتدرون عمن سأتحدث ومن هذا المعظم الذي زرناه ؟
انه ابن عزافة إبن مضاربة لحج أبن الصبيحة صاحب الابتسامة العريضة ذو الأخلاق الرفيعة والتواضع الرفيع انه رمز سطع ذكره في الإسقاع بل لمع نجمه منذ نعومة اضافره فهو عنفوان زمانه وداهئة معاصريه وأسطورة الوطن ونزيه المعاملات ومتواضع المسؤولية ومستوعب التاريخ ..
لقد كنت في ذهول مما لاحظته صحيح انه ليس بغريب ان من هو امامنا ويتحدث متعارف عنه بانه ثروة ثقافية وادبية وتاريخ مكتمل الاركان لقد كان يتحدث مع من يتبادل معه أطراف الحديث تارة في سياسات البلاد وتارة اخرى في احوال وظروف المجتمع الإنسانية فوجدناه ملم ومنظر وذو طرح مقبول في امور تهم البلاد سياسيا وعسكريا واقتصاديا ...
فمن خلال أطراف الحديث ذهب بي الخيال إلى بعيد بل إلى حقيقة وبكل تأكيد لمن اراد ان يعرف حقيقة محمود الصبيحي عليه ان يجالسه عليه ان يقترب منه ليجد الحقيقة انه
تاريخ دون عناء تاريخ مجد تاريخ أسطورة تاريخ النضال تاريخ وطن بحد ذاته ، وجدته لن يتغير ولم تغيره تلك السنون في سجون الاحتلال الرافضي المجوسي، بل مازال ذو ذاكرة فطرية تجد عنده معاني المدن ومعادن البشر ومغارس الشجر الاصيلة مجرد ما تتحدث معه عن حركة ثورية او مقولة مشهورة او بيت شعري مجرد ما تكون منتهي مما نطقته هو من يكمل او يفند المعاني او يشرح النص بتفصيل دقيق وبنبرآت موثوقة..
كنت ممن استمع إليه اثناء ما كنا في تلك الزيارة العيدية له في الاسبوع المنصرم ، لقد تسمرت مشاعري وكأنني لم اعرف اي شيء عما يتحدثون عنه عندما كان يتبادل أطراف الكلام مع المحامي المخضرم بل المثقف عبد الله الوحشي حيث كان للحديث شجون ومتعه وروعة لما بداء فيه عن لحج ورجالها الذي قال عنهم المستشار بانهم ناس بسطاء مظلومين ، لقد فند تفاصيل شيقة عن بيوت مشهورة بلحج وعدد مناقب وعظمة رجالها الذين افنوا حياتهم في خدمة الوطن وبصمت وفي مختلف المجالات فتحدث الصبيحي عنهم من وحي الناريخ من الناحية الجغرافية والتاريخية والعسكرية مما جعل البعض منا يقف باجلال وبنظرات اعجاب وأخرى نظرات الاندهاش لماذا ؟ لانه انسان عانا الويلات وعاصر الصعاب وواجه العقبات وما تعرض له في السجون لفترة اكثر من ثمان سنوات من قهر وما مرت عليه المراحل بقضايا مصيرية الا انه لم تنسيه التاريخ ولا حرف واحد من تاريخ الابطال بل كان يتحدث وبشكل سلس عن تاريخ الاجداد وعن أسر وبيوت مناضلة وعن ادباء وكتاب وعن شعراء وبشكل لافت للنظر وكذلك يتحدث عن سفراء ومقولات مشهورة لمسؤولين غربيين وكأنه يقرأها امامنا ومن مجلد. وليس غيابياً فهذا شيء ملفت للنظر ..
ليس الامر كما تظن ايها القاريء بانها صعبة بل الاغرب ان ما يمر به الغضنفر من ظروف صحية وسياسية مع ما تمر به البلاد من مراحل صعبة جداً ومنعطفات تاريخية عظيمة خلال مشوار حياته ومعترك الحياة الا انها لم تنسيه تلك الذكريات الماضية والتي اثراء فيها الحاضرون بتاريخ من ماضي البلاد ورجالاته المناضلين وبالاقوال المشهورة ونصوص رائعة من اقوال الشعراء والأدباء إنه والله سجل تاريخي مليء بالامجاد والذكريات الملاح ...
لقد كنت في استغراب تام وأنا استمع إلى من تشرفنا بزيارته وفي منزله وهو يتحدث بكل طلاقة عن تاريخ وعن بطولات وعن جغرافيات دول يمنية قديمة وعن انظمة وعن سياسات محلية ودولية وكل هذا غلغل في أفكاري بان لبلادنا شآن إن اؤكلت المهمة لهذا الرجل العظيم لما يملك من ثقافة أدبية وثقافة سياسية وثقافة تاريخية وثقافة محورية وثقافة عسكرية وما لديه من رؤية ثاقبة تعطينا الامل بانه سيبحر ببلادنا إلى بر الامان . سيعمل على بناء الوطن سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ..
يا جماعة أنا ومن وجهة نظري إن يكون الفريق الركن محمود الصبيحي هو من يقود البلاد لما لديه من افكار وخطط قد يتم به المراد ويخرجنا مما نحن فيه من مرحلة خطيرة ، لان البلاد اليوم بحاجة الى رجل مهيب ذو مكانة بين شعبه وهذا الرجل لديه كل الموصفات المقبولة لما يملك من وقارة واحترام وهيبة لدى الجميع ...
لماذا لا نرص الصفوف ونجمع الكلام ونعلن للناس باننا في هاوية ممن هم في عالية الحكم ونطالبهم بتسليم البلاد إلى رجل التاريخ والانسانية إلى الرجل ذو العبقرية النادرة في هذا الزمان الذي يحضى بقبول كبير وبدون انتخاب ولا مبايعة الكل من مختلف شرائح المجتمع اليمني موافقين على ان يقود البلاد وفيه الامل وبه يزرع الإنسان في قلبه مستقبله المنشود للوطن ..
سلموه الوطن قبل الانهيار انه الاقدر والانجح والاجدر بقيادته إلى بر الامان ومن هذا المنطلق لن تنهض البلاد إلا بهذا الرجل العظيم ..
كتبه جلال السويسي
