الحقيقة هى كل ماهو صحيح ودقيق وصائب ومنزه عن كل الشوائب،هى قذيفة فى وجه الباطل تزلزل كيانه وتحطم اركانه وتهلكه،هى الثبات والاستقرار واليقين،ولكن لماذا يخاف البعض من قول الحقيقة، لماذا يهربون منها ويلجأون الى الكذب،لماذا يكون الباطل اسهل الطرق للتعبير،لماذا نلجأ الى تزوير الحقائق وتزييفها.
ولأن قول الحقيقة تعد محرجاً للبعض،فهم يسعون إلى ذكرها وطرحها،عندما تتوافق أهواهم ومصالحهم،وتكون نتائج طرحها يصب لصالحهم،أما إذا رأى بعض الناس في هذا الزمان،أن الحقيقة مضرة به،فسوف يسعى ويستخدم كل علاقته الشخصية لمحاوله،أن لاتطرح،لأنه سيكون أول المتضررين ،بذلك نحن في مجتمع أناني مريض نفسي،ومعاق فكري،مجتمع خائف وكأن قائل الحقيقة مجرم حرب.
تساؤلات عديدة قد تتبادر الى اذهاننا ولانستطيع ايجاد الاجابة الشافية لها ولكن دعونا نفكر سويا فى ماهية العلاقة بين الانسان والحقيقة كيف تكون،
العلاقة بيت الإنسان والحقيقة في هذا الزمن علاقة تنافر وتباعد،لان
كلمة الحق او قول الحقيقة تستلزم بعض الجرأة النفسية والقوة الداخلية التى تدفعك الى قول الحق بكل ثبات وإباء وشموخ وحينها تشعر بانك الاقوى من اى ضغوط نفسية تقع عليك كما انها تحررك من عبودية الكذب والنفاق،ومع ذلك تجد نفسك وكأنك أرتكبت جرماً،يستوجب عزلك عن الآخرين لسبب واحد وهو أنك حقيقي،أم أن البعض منّا يتخوف مستقبلاً قد يستهدف تحت مسمى الحقيقة لذلك يسعى أن يكون جدار ساتر بين قائلها،وبين الجهات التي كان يجب أن تعرفها.
قول الحق قد يكون صعبا احيانا سواء تعلق الأمر بمواضيع عادية يومية أو ذات أهمية بالغة وقد يلجا الشخص الى بعض الاساليب لحماية نفسه لعدم قدرته على مواجهة الواقع او لعدم ثقته في نفسه والاخرين وخوفه من المخاطرة.
وقد يكون للتربية التى يتلقاها الفرد منذ صغره دور، حسب إملاءات التقاليد والعادات القديمة والموروثة، على أساس “الخوف من الحقيقة” الخوف من العقاب،الخوف من مواجهة المجتمع ،الخوف من مشاكلنا أو بالأحرى الخوف من معرفة مشاكلنا أو حتى الحديث عنها، لا بل إلى تحريفها وطمسها وتشويهها، فقط لأننا أصبحنا نفضل الرأي الخاطئ المطلي ذهباً على الحقيقة الناصعة التي قد تحجبها أعمدة من الدخان الأسود لذا فهو يلجأ الى الكذب للهروب من العقاب ويلجأ اليه لتحسين صورته امام الاخرين ويلجأ اليه كذلك لارضاء نفسه ومن حوله.
لابد ان نعلم جيدا ان الثبات على المبادىء والقيم من اهم الامور التى تجعلك شخصا قويا فقل الحق حتى لو على نفسك كي تصل إلى طوق النجاة من هلاك نفسك وهلاك أمتك من قول الباطل، فكم من اناس تجبروا وظلموا وهم فى مناصب لايستحقونها،وكم من اناس باعوا ضمائرهم لأجل المغريات المزيفة، ولكنهم لايعلمون ان كل شىء الى زوال والحق لابد ان ينتصر فى النهايه فلا تصفقوا للباطل.
بل يصل البعض إلى محاولة نقل غير الحقيقة، وهم البطانة السيئة وماأكثرهم في البلد،بحيث تصل مشكلة ماء أو حدث ماء أو فشل ماء في البلد،ويتم عكس الصورة للحاكم،وتصوير الحق باطل والباطل حق،والصالح طالح والطالح صالح،وهذا يتسبب بأضرار كبيرة،للأوطان والشعوب والافراد،ويعملون الحواجز لأصحاب الحقيقة حتى لاتصل للقادة أو الحكام وقس على ذلك،خوف من الحقيقة،بطانة سيئة أبتلي بها البلد والنتائج مشاهدة في الواقع الذي نعيشه.
ولكن أجزم أن المصلحيين لهم دور كبير،في التصدي، لمن يقولها أو يصدح بها، على مواقع التواصل،بزعمهم أن قولها تغضب دول الجوار،أو الحاكم،أو الحزب الفلاني،أوالقائد الجديد،وقولها يعني خسارةمن تم ذكرهم،وخسارة من تم ذكرهم يعني خسارة مصلحة شخصية،ماديه أو معنويه،كون من يقولها لم يتأثر بها،وإنما تأثيرها يكون على أشخاص،أو أفراد آخرون،وبهذا يسعى إلى بذل جهد معنوي أو أجتماعي،حفاضاً على مكانته أو مصالحه الشخصية،ويساهم في حجبها،ولن يكتفي بحجبها فقط،بل يتعدى الحدود إلى الإساءة وكيل التهم وربما يشرعن للحاكم،معاقبة قائلها،ويسعى جاهداً إلى آذية صاحبها،وعند النظر إلى حال البلد الذي وصل إليه، توقع أي شيء فاالشر خير،والباطل حق ،والمعروف منكر،والصدق كذب،والحقيقة جرم،وإلا لما كان حالنا اليوم بهذه الكآبة، والحزن والألم،والفقر،والجوع،والظلم،
فأين الجرم في الحقيقة طالما تساهم في تصحيح الأخطاء التي يرتكبها البشرأوالحكام، وهذا يؤدي إلى خدمة المجتمع وتماسكه وعدم انتشار الظلم والوفضى فيه،لأن الحاكم أو المدير أو القائد أو بطانة السوء أو المتمصلحون والمتملقون في هذا المجتمع يمثلون 100/1أما الشعب فيمثل 100/99.وبهذا تكون فائدتها ونقلها كما هي دون تحريف أو نقصان لصالح الغالبية من الشعوب الذين قد تساهم في حال إيصالها للحاكم في صلاح أوضاعهم المعيشية والخدمية وإيجاد حلول للمشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن اليمني.