آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-12:04ص

بساط الريح

الجمعة - 14 مارس 2025 - الساعة 02:49 م
عمر سعيد محمد بالبحيث

بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


قرار الإدارة الأمريكية تصنيف الحوثيين تنظيما إرهابيا خارجيا لم يكن بعيدا عن دعوات حكومة المناصفة ومطالبتها بإعادتهم إلى قائمة الإرهاب الدولي، بل كان إستجابة حقيقية وتلبية لتلك الدعوات والمطالبات وذلك لإستئناف القتال ضدهم، أي جماعة الحوثي بتصعيد أكبر من ذي قبل. وكاد الوضع أن ينفجر لولا أن خرج المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بتصريحه المتناغم مع البيان الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في موقف وكأنه رافض لهذا التصنيف حيث لم يرد ذكر القرار الأمريكي في كل من التصريح والبيان، في حين شددوا على التمسك بالتهدئة والعودة إلى طاولة الحوار مجددا وإن إختلفت الآليات أو بقيت كما هي، فإن الأهم على كافة الأحزاب والقوى السياسية والمكونات الجلوس مع بعضها تحت إشراف دولي. ثم الخروج من مجموع الرؤى برؤية واحدة مشتركة توجد حلا للأزمة اليمنية.

أزمة مثلها مثل بساط الريح أبو جناحين مرفرفا بحرية طال طيرانه، من يسقطه؟! يسقطه كل من يؤمن بأن لا حرية للأزمة وإن إختلفت مفاهيم ومعايير التغيير. كيف نسقطه؟! عندما نتفق أن الطيران ببساطة الريح غير ممكن إلا بجناحين متشابهين في التركيب والوظيفة، مهما كانا منفصلان عن بعض مستقلان رغم قربهما من بعض. ويكون الخلاف القائم حول إختلاف وقف عمل ووظيفة الجناحين ليسهل إسقاطه بساط الريح / إسقاطها الأزمة إلى الأبد. يرتفع صوت الحوار ويحتد النقاش بين من يرى الحل كامن في بتر الجناحين وفصلهما عن نقطة إرتباطهما بالأزمة لتهوي في مكان سحيق ويذهب كل جناح لحاله، وبين من يفضل أن يكون الحل في ضم جناحي الأزمة حولها ودمجهما فتعجز عن الرفرفة والطيران، فتسقط ملفوفة بجناحيها حتى يأتي من يوقظها فتنطلق بساط الريح يحوم من جديد في حلقات مفرغة. هذا على سبيل المثال والتشبيه للأزمة اليمنية فأي الحلان أنسب! فهناك ترقب وإنتظار لأمر ما وواقع جديد يلوحان في الأفق والقدر يأبى إلا أن يحق الحق في النهاية.

علينا أن نتعاطى مع بساط الريح بالأسلوب الذي ينجينا ونقذنا ويبقينا بسلام. هل نتبع الدعوة إلى التهدئة والحوار؟! أم قرار التصنيف ومن بعده التصعيد! والذي يلزم الجيش الوطني والمقاومة الوطنية تسخين الجبهات الباردة في مواجهة الحوثيين في حال رفضهم الحوار. وهذا الخيار بحد ذاته يشكل خطر على الجانبين، حكومة المناصفة والحوثيين. وتوصيف أدق تهديد مباغت على الشمال وعلى الجنوب معا ونحن وأنتم في غفلة.

هناك تحذير مسرب من كيرغيزيستان للعالم العربي تضمن تصريح رئيس مجلس الأمن القومي مارات أيمنكولوف خلال مؤتمر الأمن الجماعي ومنطقة شنغهاي للتعاون الأمني في آسيا الوسطى حول نقل عشرات الآلاف من المقاتلين من آسيا الوسطى والقوقاز عبر تركيا مما يشكل خطر مباشر على المنطقة.

إلى أي مدى سيصلون! وكيف؟ ستعرفون عندما تتذكرون كيف وصل العرب الأفغان والأفغان العرب إلى اليمن في حرب صيف ١٩٩٤م.