آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-02:52م

اللغة السقطرية.. هوية ثقافية يحتفى بها سنويًا في سقطرى

الخميس - 06 مارس 2025 - الساعة 03:27 ص
محمد أبوبكر بن قبلان

بقلم: محمد أبوبكر بن قبلان
- ارشيف الكاتب


تُعدّ اللغة السقطرية إحدى أقدم اللغات السامية التي لا تزال حاضرة في أرخبيل سقطرى، حيث تشكل جزءًا أساسيًا من هوية وثقافة السكان المحليين. وفي إطار الجهود المبذولة للحفاظ عليها، نظم مركز اللغة السقطرية احتفالية خاصة بمناسبة "يوم اللغة السقطرية"، الذي يُحتفى به سنويًا في الثالث من مارس، برعاية محافظ الأرخبيل المهندس رأفت الثقلي، وبحضور نخبة من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين المهتمين بالتراث السقطري.


خلال كلمته في الفعالية، أكد المحافظ الثقلي على أهمية اللغة السقطرية باعتبارها إرثًا ثقافيًا أصيلًا يعكس تاريخ الجزيرة وهويتها الفريدة، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذه اللغة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود. كما أعلن عن التزام السلطة المحلية بدعم مركز اللغة السقطرية عبر توفير الموارد اللازمة وتخصيص مبنى مستقل له خلال الفترة المقبلة، مما يسهم في تعزيز دوره في التوثيق اللغوي والبحث الأكاديمي.


وأشار المحافظ إلى أن الاحتفاء باللغة السقطرية ليس مجرد فعالية سنوية، بل هو تأكيد على ضرورة استدامة الجهود الهادفة لحمايتها وتعزيز استخدامها بين الأجيال الشابة، لضمان استمرارها كلغة حية داخل المجتمع السقطري.


الأنشطة الثقافية تعكس أصالة اللغة السقطرية


تضمنت الفعالية العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي أبرزت غنى اللغة السقطرية وتاريخها العريق، حيث قدم المشاركون عروضًا شعرية وأهازيج تقليدية باللغة السقطرية، وسط تفاعل كبير من الحاضرين. وشهدت الفعالية أيضًا نقاشات حول سبل تعزيز اللغة من خلال التعليم والمناهج الدراسية، إضافة إلى مقترحات لإنشاء برامج تدريبية تسهم في توثيقها وتعليمها للأجيال القادمة.


وفي هذا السياق، عبّر الدكتور نوح العليمي، رئيس مركز اللغة السقطرية، عن امتنانه للدعم الذي يقدمه المحافظ والسلطة المحلية، مؤكدًا أن الاهتمام الرسمي بهذه اللغة يعكس وعيًا كبيرًا بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي لسقطرى.


رغم الجهود المبذولة للحفاظ على اللغة السقطرية، إلا أنها تواجه تحديات عديدة أبرزها تراجع استخدامها في الحياة اليومية، وتأثير العولمة والتغيرات الاجتماعية. لذا، يسعى مركز اللغة السقطرية، بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، إلى توثيق مفرداتها وقواعدها، وإدراجها في المناهج التعليمية، وتنظيم ورش عمل لتعزيز استخدامها بين الأجيال الشابة.


يأتي هذا الاحتفال السنوي ليؤكد على أهمية اللغة السقطرية باعتبارها عنصرًا أساسيًا في الهوية الثقافية لسكان سقطرى، وضرورة استمرار العمل على صونها من الاندثار. كما يشكل دعم السلطة المحلية خطوة إيجابية نحو تعزيز حضورها في مختلف المجالات، وضمان بقائها كجزء لا يتجزأ من التراث الوطني للجزيرة.


ومع استمرار هذه الجهود، يبقى الأمل قائمًا في أن تشهد السنوات القادمة مزيدًا من المبادرات التي تسهم في حفظ اللغة السقطرية ونقلها إلى الأجيال القادمة، كجزء من الهوية التاريخية لسكان الأرخبيل.