تتسابق قيادات الحوثيين للحصول على شهادات أكاديمية من الجامعات الواقعة في مناطق سيطرتهم ، والمخالفة لأدنى المعايير الأكاديمية ، بل والمزورة أحيانا ، كما يبعث الحوثيون عددا من المؤدلجين معهم للخارج ؛ للحصول على شهادات عليا وهدفهم من كل ذلك تهيئة قياداتهم وتأهيلهم كما يتصورون لمرحلة تقاسم السلطة مع السلطة الشرعية ، وكذلك غسل ذاكرة اليمنيين مما تعمق فيها من إرهاب وعنف اشرف عليه وقاده أولئك الذين باتوا طلابا في برامج الماجستير والدكتوراة ، ومحاولة حثيثة من الحوثيين لصبغ قياداتهم العسكرية والأمنية بصبغة مدنية ، في إطار تبييض تاريخهم الإجرامي وتأهيلهم للعب أدوار سياسية في المستقبل ، في إطار البراجماتية والتلون التكتيكي الذي ينتهجه الحوثيون ؛ بما يتلاءم مع معطيات وتغيرات الظروف الداخلية والخارجية ، لا يخجل الحوثيون من أي تصرف أو سلوك مثير للضحك أو الاستغراب ؛ لأنهم يعتقدون أن مشروعهم الطائفي قد قطع شوطا كبيرا في إرساء قواعده عسكريا وفكريا وتعليميا ؛ ولذلك من الطبيعي بالنسبة لهم أن يحرفوا مسار كل ما هو تحت أيديهم وفي قبضتهم ، ولو كان ذلك مناطا للتندر والسخرية ، مصادما لكل القيم والأبجديات الأخلاقية والإنسانية والمعرفية ، أيها اليمنيون لا تستغربوا أو تتفاجؤوا في أن نرى في قادم الأيام قادة الحوثيين ، ممن تلطخت أيديهم بدماء اليمنيين ، يخرجون لليمنيين كدعاة سلام وديمقراطية وحقوق الإنسان ، متهمين اليمنيين الرافضين لمشروعهم الطائفي بأنهم دعاة حرب وعنف وإرهاب ، وأنهم يرفضون مشروع الدولة الوطنية والاستقرار والتنمية ، لقد أصبح المشاط أكاديميا !
#عبدالواسع_الفاتكي
