آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-11:43م

المشكلة في العقل

السبت - 22 فبراير 2025 - الساعة 11:13 ص
عدنان حلبوب

بقلم: عدنان حلبوب
- ارشيف الكاتب


فيما صاحب هذه السطور يقرأ خبر تأهيل الانتقالي بخمسة ملاعب في سبيل تعزيز الحركة الرياضية فقد استحضرني مصطلح الجلد المنفوخ وعاد بي إلى سنوات العزيزة مجلة السوبر الرياضية لعمود أسبوعي بعنوان "أقولها ولا أمشي " كان يكتبه الأديب والكاتب السياسي الكوزموبوليتي الموهوب الجزائري الساخر "عزالدين ميهوبي" ، وللوهلة الأولى بادر في ذهني طرح أسئلة العصف وباختصارات عاجلة مفادها كيف لرياضي ما وجائع سيذهب إلى الميدان وهو بدون طعامٌ ؟.. وكيف لجمهور اللُّعْبة هو بالمثل سيتابع بشغفٍ كبير اهتمامات لعبة الجلد المنفوخ ويضعها في روزنامة أولوياته وبطنه خاويةٍ ولمجرّد حتّى التفكير فإنه سيرفض الفكرة مطلقًا لا سيما في ظل الظروف التي تسحق واقعه ومشهده السياسي والاقتصادي والخدماتي والاجتماعي مجتمعةٍ.. ؟.. وإنّه كيف للمعنيين كمثل هكذا أمور من تفكيرًا لاحتواء الشباب والسيطرة على عقولهم بداعي حمايتهم من موبقات العصر وتوجيههم نحو الملاعب بالركض واللهف بعد الجلد المنفوخ جائعين لا مستورين ولا مجبورين لواقع يجثم على معيشتهم و يلامس الفقر والجوع والجهل حياتهم وحياة عائلاتهم؟..

كيف يطرح بمثل هذه الأنشطة والخُطّط في ظروف مأزومة للغاية ووصلت معيشة المواطن إلى بؤس الحضيض وسجّلت العملة تضخمًا مُرعب يسوق للمجهول وفساد يزكم الروح ، فهذا المواطن يا ( قيادات الغفلة والعُملة الصعبة) ، يواجه كابوس ظواهر عدة لا تضع حد لنهايتها ولا يستطيع أن يرفع رأسه من هول وجحيم الأزمات المتكرّرة والعراقيل التي تضعونها أمامه وترسمها سياساتكم بشراكة كرّست الفساد وزيادة أرقام الفسدة والفاسدين وأنتم في قائمتها وبلا استثناء لطرف على حساب طرفٍ آخر ، وفوق ذلك تقومون بترهيب وقمع احتجاجات من جعلوكم أولياء و(أمانة بالكلمة) عليهم كُلّما أرادوا وطالبوا بالأساسيات الحياتية والجوهريّة كي يعيشوا ويتنفسوا بسلام آمنين؟

لكن مع استمرار هذه السياسات البليدة فإننا يومًا عن يوم يتأكد لنا وأكثر من أي وقتٍ مضى بأن من يقرّر هذه السياسات الماثلة إنما تبدو في الصورة الكاملة خُطط تتجلّى في تمدُّد البطون المنفوخة التي تعانق فسادها السماء ، ليظل العقل ضالًا ومنفوخًا بفعل التمجيد وفارغًا في جوف جودته، ومعه تصبح العقول جلودٌ منفوخةٍ بالهواء أو بالغباء ، فالحكم هُنا نتركه للشعب ووحده من يختار..؟؟!!.. نسأل الله أن يبلّغنا شهر رمضان المبارك وأن ينزل على الجميع الرحمة والمغفرة والستر والتبيين وصومًا مقبولًا .. إمّا وإفطارًا شهيًا ؛ فالجواب من اختصاص الحكومة والحكومة حكومة.. إلى اللقاء..!!