في كل أزمة تمر بها العاصمة عدن، هناك من يتألم بصمت، وهناك من يستغل الألم ليحقق مكاسب خاصة. بين مواطن يبحث عن لقمة العيش بكرامة، وبين لاعب محترف في لعبة الفوضى، تتحول الاحتجاجات الشعبية إلى سوق مفتوح لمن يتقنون استغلال الغضب وتحويله إلى وقود لأجنداتهم.
المعاناة حقيقية… لكن من يقود المشهد؟
نعم، لا أحد يستطيع إنكار أن الوضع المعيشي في عدن والجنوب أصبح خانقًا، وأن الغضب الشعبي له ما يبرره.
ولكن، هل سألت نفسك يومًا لماذا تتحول كل مظاهرة إلى فوضى؟
لماذا تختفي المطالب المشروعة وسط نيران الإطارات وصراخ الشعارات السياسية؟
هناك فرق بين احتجاج حقيقي للمطالبة بالحقوق، وبين مشهد معدّ سلفًا لإثارة الفوضى... الغضب مشروع، ولكن عندما يتحول إلى أداة في يد من يريد تدمير ما تبقى من الاستقرار، يصبح مجرد وقود في لعبة أكبر منك ومن معاناتك.
الفوضى لا تصنع الخبز!
هل سبق لك أن رأيت طريقًا مقطوعًا أدى إلى انخفاض الأسعار؟
أو واجهة متجر محروقة جعلت الرواتب تُصرف في موعدها؟
بالطبع لا!
لكن هناك من يريدك أن تصدق أن الحل يبدأ من التخريب، رغم أن التاريخ أثبت دائمًا أن الفوضى لا تنتج إلا مزيدًا من الفقر والانهيار.
عزيزي المواطن، عندما تخرج للمطالبة بحقوقك، تأكد أنك لا تحمل على ظهرك شخصًا آخر يريد أن يصل إلى السلطة على حساب معاناتك!
من المستفيد من تدمير العاصمة عدن؟
عندما تنهار العاصمة عدن، لا يخسر من يحرك الفوضى من خلف الكواليس، بل أنت الذي ستستيقظ غدًا لتجد عاصمتك غارقة في مزيد من الفوضى والدمار.
هؤلاء لا يعيشون وسط انقطاع الكهرباء، ولا ينتظرون رواتبهم التي تتأخر كل شهر، بل يتغذون على كل لحظة انهيار تحدث في الجنوب.
احذر أن تكون أداة في يد المتلاعبين!
المطالبة بالحقوق واجب، لكن تحويل المدن إلى ساحة معركة ليس حلاً... أنت تريد حياة كريمة، لا مشاهد دمار إضافية.
تريد راتبًا مستقرًا، لا مزيدًا من الفوضى التي تزيد الوضع سوءًا.
لذلك، قبل أن تحمل حجارة وترفع شعارات، اسأل نفسك: هل أنا أطالب بحقي، أم أن هناك من يستغل غضبي لتحقيق أهدافه؟
عزيزي المواطن، العاصمة عدن تحتاج إلى وعيك قبل احتجاجك، تحتاج إلى أن تفكر قبل أن تغضب… لأن هناك من يتاجر بغضبك وأنت لا تدري!