آخر تحديث :الخميس-17 يوليو 2025-11:37م

رمضان يقترب والجوع ينهش الفقراء أين الضمير الحي وأين المسؤولية

السبت - 01 فبراير 2025 - الساعة 01:11 م
وسيم عارف العبادي

بقلم: وسيم عارف العبادي
- ارشيف الكاتب


مع إشراقة هلال شهر شعبان يستعد المسلمون في كل بقاع الأرض لاستقبال شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة حيث تعم أجواء الإيمان والتقوى وتُشد الرحال إلى بيوت الله وتتنزل البركات على العباد لكن في المقابل هناك مشهد آخر يتكرر كل عام مشهد القلق والحيرة التي تخيم على قلوب البسطاء وأصحاب الدخل المحدود الذين أصبحوا عاجزين عن توفير احتياجات أسرهم وسط تدهور اقتصادي متزايد بينما يستعد البعض لشراء مستلزمات الشهر الكريم يقف آخرون عاجزين أمام متطلبات الحياة فلا الرواتب تكفي ولا المساعدات تصل ولا المسؤولون يكترثون لمعاناة الشعب كيف يمكن للأسرة أن تصمد براتب بالكاد يغطي بعض أيام الشهر كيف يواجه المعلمون والموظفون الإحباط بعد أن رفعوا أصواتهم مرارًا وتكرارًا للمطالبة بحقوقهم دون أي استجابة وكأن الأزمة الاقتصادية لا تكفي تتفاقم المعاناة بانقطاع الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم ليجد المواطن نفسه أمام معركة يومية لا نهاية لها بين البحث عن لقمة العيش ومواجهة شبح الغلاء وانعدام الخدمات فكيف يمكن للناس أن يستقبلوا شهر الرحمة وهم يعيشون في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة أسئلة كثيرة تتردد في الأذهان لكن الإجابة واحدة صمت مخيف من الجهات المسؤولة وكأن الأمر لا يعنيهم لا حلول تُطرح ولا خطط تُنفذ ولا حتى اعتراف بمعاناة الشعب فهل أصبحت القيادة غافلة عن مواطنيها أم أن صرخات الجائعين لم تعد تُسمع في أروقة السلطة رغم كل هذه التحديات يظل الأمل موجودًا في تكاتف المجتمع وتعاونه ففي رمضان تتجلى معاني العطاء والتضامن ويُظهر الناس أفضل ما فيهم من قيم الأخوة والتراحم قد لا تكون الحلول السياسية والاقتصادية بأيدينا لكن بأيدينا أن نخفف عن بعضنا أن نساعد المحتاج أن نكون سندًا لمن حولنا وفي النهاية تبقى الرسالة واضحة يا قادة الوطن لا تتركوا شعبكم يعاني في شهر الرحمة كونوا كما يجب أن تكونوا عونًا للمواطن لا عبئًا عليه فالتاريخ لا يرحم والشعوب لا تنسى.