كقراءة اولية لتصريحاته بخصوص منح المعلمين حوافز، يبدو أن سيادة رئيس الوزراء يعيش في عالم آخر غير عالمنا وواقعنا الحالي، الامر ليس تلك البساطة كما يقولون ، المعلم اليوم لايكاد يحصل على ابسط حق من حقوقه وهو راتبه الشهري نظير عمله رغم زهد هذا الراتب في ظل تعاظم موجات الغلاء المنلاحقة جراء الانهيار المتسارع للعملة المحلية..
واذا ماقمنا بمقارنة سريعة فإننا سنجد هناك تفاوت بين معلمي المناطق المحررة فهناك محافظات كمحافظتي أبين ولحج، لم يحظى المعلمون فيها، بأي شكل من اشكال الدعم المادي أو العيني كحافز يعينهم على مواجهة التدهور الاقتصادي الملحوظ الذي تشهده المحافظات المحررة ككل..
بالمقابل هناك محافظات كحضرموت ومارب وعدن منحت معلميها تلك الميزة، بالنسبة للعلاوات وطبيعة العمل يعاني المعلمون كغيرهم من موظفي الاجهزة المدينة في الدولة من إستحالة صرفها وان سمعنا بين الحين والاخر أخبار تبشرهم بقرب صرفها، فانها لاتكاد تكون كالحلم الذي يتبخر حين يفيق منه السامعون !
فلا راتب يستطيع الصمود أمام الغلاء المستعار لكل شي بالحياة المعيشية ولاحوافز بينما يبدو المعلم غير قادر على العطاء، وسط حالة من الشعور بالجوع الممزوج بالقهر ومشاعر الجحود والتجاهل والتعامل مع مطالبه بالامبالاة!
سيادة رئيس الوزراء هل بامكانك اليوم وقف رواتب السفراء والوزراء وغيرهم من الحاشية وتحويل كل تلك الأموال إلى حساب البنك المركزي ورفع رواتب الموظفين كامل بكل القطاعات واعطى كل موظف الحق المناسب له؟ هل تسطيع تقلبص البعثات بالقنصليات والسفارات لأنها أصبحت ترهق كاهل هذا الوطن؟!
هل تستطيع وضع خطة عاجلة مستعجلة المواجهة أزمة الكهرباء طالما تتجاهلون حتى الخوض بهذا الامر ؟ هل لديك القدرة على جلب استثمارات أكبر ليعود وجه هذا الوطن الذي كان مشرقا وافل واظلم؟ هل تستطيع يا معالي رئيس الوزراء الموقر أن تعيد الأمن والأمان الذي فقدناه ونحن نسمع بين الحين والاخر جريمة قتل و كثرة حوداث السرقات والتقاطعات؟
إذا ماققررتم تحقيق كل ذلك فعملوا في إطار خطة الاصلاحات الشاملة لتصحيح مكامن الخلل كل الخلل وليس عبر الحلول الترقيعية التي تستهدف الاصلاح الجزئي وليس الكلي.
