يدرك الجميع أن التعليم أساس تقدم الدول وحضارتها ورقيها وازدهارها، ومن خلاله يوحى بمستقبلها؛ فالدول التي أولت التعليم الاهتمام تجني ثمار ذلك، وتتقدم أقطار المعمورة .
وبالنظر إلى واقع التعليم في بلدنا اليوم بمختلف مراحله نجد أنه ليس على مايرام، ولحق بالعملية التعليمية ضرر كبير جدًّا فمدارس التعليم الأساسي والثانوي ليست كما كانت، فواقع المعلم اليوم مرير بعد أن أصبح راتبه الشهري ضئيلًا، ومتطلبات الحياة تخطف تفكيره من داخل قاعة الفصل، وأصبحت الرسالة التعليمية التي يؤديها ضعيفة جدًّا، ولا جدوى من الحضور والشرح إن لم تصل مضامين الرسالة التي يؤديها فضلًا عن إضراب المعلمين ..
أمَّا المعاهد والجامعات فالإقبال عليها ضعيف جدًّا بسبب عدم قدرة الدولة على استيعاب الخريجين وتوظيفهم؛ وبالتالي اضطر الكثير من الشباب للبحث عن فرص أخرى .
فالمتابع الحصيف والمتعمق يدرك تماما أن ظلم المعلم وعدم استقرار العملية التعليمية يؤسسان لمستقبل مجهول، فالمعلم الجائع لن يؤدي رسالته بالشكل المطلوب، وبطنه خاوية، وطلاب المدارس اليوم الذين لم يتلقوا القدر الكافي من التعليم لن يتمكنوا من إدارة البلد في المستقبل.
ولضمان المستقبل المشرق يجب التركيز على التعليم وتضافر الجهود في إعادة العملية التعليمية إلى نصابها، واتخاذ اصلاحات تجاه أجور المعلمين، وإعادة هيكلتها بما يتلائم مع متطلبات حياتهم ومنحهم كامل حقوقهم وتحفيزهم ليكون همهم الأول والأخير أداء رسالتهم ببراعة، وتسليح الجيل الواعد بالعلم والمعرفة .
كذلك العمل على استيعاب الخريجين من الجامعات، وتوظيفهم ليثق الجميع أن لكل مجتهد نصيبًا، وإن بعد الدراسة، ونيل الشهادة دولة تتبنى كل خريج وخريجة، وبهذا سوف تشهد المعاهد والجامعات إقبالًا كبيرًا لينعكس ذلك إيجابًا على كل المجالات، ويدفع بالبلد إلى ماهو أفضل.