آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-12:00م

رسالة ساخرة إلى من يهمه الأمر في المجلس الرئاسي: العاصمة عدن تنطفئ لعشر ساعات

الإثنين - 13 يناير 2025 - الساعة 02:25 م
أسعد ابو الخطاب

بقلم: أسعد ابو الخطاب
- ارشيف الكاتب


إلى السادة المسؤولين في المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية، الذين يبدو أن لهم علاقة وثيقة بالكهرباء، أو ربما بالكهرباء لديهم علاقة وثيقة بهم.

من قلب العاصمة عدن المنطفئة، نبعث إليكم برسالة مليئة بالدهشة والامتنان، على هذا الإنجاز العظيم: عشر ساعات من الظلام الكامل مقابل ساعتين من النور المتقطّع.

يا له من توازن عجيب!


نكاد نصدق أننا أصبحنا أبطالًا في لعبة الصبر والتحمل.


نحن، سكان العاصمة عدن، قررنا أن ننظر إلى الأمر من زاوية إيجابية، فالظلام الحالك الذي نعيشه جعلنا نُقدّر تلك الساعات القليلة التي "تتوهج" فيها الكهرباء.

نعم، ساعتان من الكهرباء أصبحت مناسبة خاصة، نحتفل بها وكأنها عيد وطني.

نعقد الاجتماعات العائلية حول المصابيح التي تعمل، ونشعل الفرحة في قلوبنا كما لو أننا حصلنا على كنز ثمين!


أما عن تلك العشر ساعات من الانقطاع، فقد تعلمنا أن نستغلها بأفضل شكل ممكن.

أصبحنا خبراء في النوم على أصوات المولدات، وفي اختراع ألعاب جديدة تعتمد على الظلام.

حتى أطفالنا أصبحوا يعتقدون أن الكهرباء هي أسطورة تُحكى في القصص، وأن رؤيتها هي حلم من أحلام الطفولة.


لكن لا تقلقوا يا سادة المجلس والحكومة اليمنية، فنحن نعلم أنكم تبذلون قصارى جهدكم... ربما أنتم أيضًا تستمتعون بهذا التحدي العظيم: كيف تجعلون العاصمة عدن تعيش بدون كهرباء لأطول فترة ممكنة؟


إنها حقًا مهمة تستحق الإشادة!


ربما أنتم تخوضون تجربة علمية جديدة حول قدرة الإنسان على التكيف مع الحياة البدائية.


إذا كان الأمر كذلك، فنحن مستعدون للتعاون، لكن فقط بعد أن تتفضلوا بالعيش معنا في الظلام لعشر ساعات يوميًا، تمامًا كما نفعل نحن.


وأخيرًا، نرجو أن تكون رسالتنا هذه وصلت إلى من يهمه الأمر، إن كان هناك بالفعل من يهتم.

فحتى ذلك الحين، سنظل نعيش بين لحظات التوهج والانطفاء، وسنظل نضحك على حالنا، لأننا نعلم أن السخرية هي السلاح الأخير الذي نمتلكه في وجه هذا الواقع البائس.


تحياتنا الكهربائية،

أهالي العاصمة عدن المنطفئين للمجلس الرئاسي وحكومة اليمن!