ماأجمل أن تقرأ الأخبار الطيبة عن بلد شهد من التوترات ماالله به عليم وسقطت فيه الضحايا البشرية بأعداد كبيرة تقدر بالالاف المؤلفة سواء كانت مدنية او كانت عسكرية وأمنية
الضحايا تنوعت مابين قتيل ونازح ومشرد وغني أفتقر وذاق مرآة الذل بعد عز وفقراء زادتهم الحرب وهنا على وهن
بلا شك ان السودان قد خسرت كوادر عسكرية وأمنية مؤهلة بين عشية وضحاها عندما قرعت الحرب الضروس طبولها لتلتهم الكفاءات والخبرات من القيادات التي كان يشار لها بالبنان
وفتكت بالمواطنين الأبرياء من المدنيين البسطاء الذين يعاتشون ويؤمنون لقمة العيش من حر جبينهم ومع ذلك جنت الحرب عليهم ومزقتهم
دمرت البنية التحتية ودمرت منازل ومحلات واحرقت بسطات وذهبت بشقى العمر الكثير فقدوا ممتلكاتهم واغلى مقتنايتهم بل حتى الطلاب المبتعثين الذين كانوا في قلب الحدث وفي اماكن بؤرة المواجهات فقدوا اجهزتهم واغراضهم واهم مايمتلكون حينما ظهرت الشماسية واللصوص يهددون الناس ويهاجمون المارة ويعتدون على الممتلكات العامة
ايام عصيبة مرت بها للسودان لكنها رغم الجراح تنتصر الارامل والايتام سيضمدون اوجاعهم الطلاب يستأنفون دراستهم الدنيا والعليا والاكاديميون يبذلون جهدهم في المواطن الامنة والكل يبذل جهده في مؤسياته المدينة والعسكرية والامتية والميدانية. فالشعب كله ذاق مرارة الحرب بما فيه الكفاية وتجرع علقمها
الحرب لا تمهل الحرب تخلف الدمار تخلف الجراح الغائرة ولذا لابد ان تخرس أصوات البارود
حينما تقرأ عن الافواج التي عادت من مصر لبلدها تشعر بالارتياح وحين تقرأ عن الافواج المشردة وهي تعود لمحافظاتها وولياتها ومساكنها بعد ان سكنت أصوات البارود تتهلل بالخيرات وناقوس الحرب مؤكد سيتوقف وسيلتقي الأهل والجيران والأحبة وكل من كتبت له النجاة سيجتمعون مجددا في حاراتهم وسيحكون في سمرات شرب شايهم ماحل بهم
مواطن كثيرة قيل إنها تحررت وعم فيها السلام واجمل تحرر هو ان تخرس سلاحك إن كان مغردا خارج السرب وتصطف مع شعبك وتنتصر لقضيته العادلة فما أسهل الهدم وايسره ومااصعب البناء وما اعسره إن لم تخلص النيات وبكفي ان لكم في اليمن عبرة ودرس وعظة
هنيئا للشعب السوداني العودة إلى منازلهم ومدنهم وان كانت مدمرة والعقبى للبقية في العودة والاستقرار فالرسول يقول من بات آمنا في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها فالأمن والأمان أعظم نعمة
وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
عفاف سالم