بقلم :غازي المفلحي
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن، يتجلى تأثير الحرب والصراع على جميع جوانب الحياة ، بما في ذلك قطاع السفر والطيران .
وتعتبر الخطوط الجوية اليمنية الركيزة الأساسية في هذا القطاع باعتبارها المحتكر الرئيسي للنقل جوا .
وفي كل دول العالم تحرص شركات الطيران على الاداء الراقي في التعامل مع الافراد او المؤسسات نظرا للمنافسة الشديدة بين شركات الطيران وحرص كل شركة على تقديم الصورة الاجمل والافضل لاداءها لتضمن لنفسها حصة مناسبة من السوق .
لكن يبدو ان احتكار اليمنية لهذا السوق يجعلها غير مبالية ولا مهتمة بتحسين صورتها وهذا يتبدى في كثير من المظاهر .
ولعل آخر هذه المظاهر السلبية لليمنية هو تأخير اعادة قيمة تذاكر حجاج موسم 1445 التي دفعتها بعض وكالات السفر والسياحة مرتين بناء على توجيهات اليمنية ، والان رغم مرور اكثر من ستة شهور فان الوكالات لم تستعد الوكالات هذه المبالغ .
والقصة تبدأ مع توجيه اليمنية للوكالات في فترة الاعداد لموسم حج العام الماضي 1445 للاسراع بايداع قيمة تذاكر الحجاج في حسابها لدى القطيبي بعدن لضمان اصدار التذاكر لحجاجها بما فيهم الحجاج في المناطق الواقعة في نطاق سلطة صنعاء وحذرت اليمنية من ايداع اي مبالغ في اي حساب آخر تحت طائلة عدم اصدار التذاكر لاي وكالة لا تلتزم بهذا التوريد .
وقد قامت الوكالات بتنفيذ هذه التوجيهات واودعت قيمة التذاكر في بنك القطيبي بعدن ..
الا ان تفاهمات لاحقة مع صنعاء سمحت لفرع اليمنية هناك بإصدار التذاكر لحجاج المناطق الواقعة في نطاق سلطة صنعاء لكنهم فرضوا على الوكالات الدفع مجددا في حسابهم بصنعاء ورفض التعامل مع سندات توريد قيمة هذه التذاكر التي سبق توريدها في حساب اليمنية لدى بنك القطيبي بعدن ، وهو ما اضطر هذه الوكالات الى دفع قيمة التذاكر مرة اخرى في صنعاء على وعد من اليمنية باعادة المبالغ المدفوعة لهذه التذاكر بعدن ..
والان مرّ أكثر من سبعة أشهر دون ان تتمكن الوكالات من استعادة هذه المبالغ بحجة ان المسؤول عن التوقيع مسافر .
إن الوضع الحالي يتطلب من إدارة الخطوط الجوية اليمنية اتخاذ خطوات جادة وسريعة لحل هذه المشكلة اذ يجب أن تكون هناك آليات واضحة وشفافة لاسترداد المبالغ ، خصوصا وان الوكالات مطالبة من وزارة الاوقاف بدفع مبالغ مقدما لضمان حجز مخيمات مناسبة للحجاج من وقت مبكر .
في الختام...
إن تأخير استرداد المبالغ المالية من قبل الخطوط الجوية اليمنية مشكلة تحتاج إلى حل عاجل كما يجب أن يتم التعامل مع هذه المشكلة بجدية لضمان استمرارية عمل وكالات السفر وتعزيز الثقة في قطاع الطيران اليمني ..