انسوا تماما تاريخ علي عبدالله صالح منذ توليه السلطة وحتى يوم رفع علم الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو سنة 1990 المجيد ؛ رفقة شريكه التاريخي الاستاذ علي سالم البيض .
ذلك فصل غير مفصلي في تاريخه العظيم ؛ على الرغم مما رافقه من مكائد ومصائد تجاوزها بأمزجة مختلفة .
ولكنني اعتقد بان الذروة في قصته الملهمة وفي عنفوان حياته كلها كشخصية مؤثرة ؛ وكزعيم سياسي فذ تعددت حوله الافكار والاراء ؛ هي هاذيك التي بدأت معه تحديدا من احتجاجات 2011 وماتلاها من تفاصيل واحداث متسارعة ادارها بمزاج متماسك وقوي ؛ وسط امواج متلاطمه ؛ بينما كان المركب يترنح والبلد تهتز من تحته والريح تعصف به من كل اتجاه ؛ والدسائس تحاك ضده من كل جانب..
واصدقاؤه وحلفائه يخذلوه
ووزرائه واركان دولته يعلنون عن تخليهم عنه وينفضون من حوله واحد اثر اخر
وخصومه يوغلون في السفالة
والشبان مغرر بهم في الساحات
وهو رابط الجأش مثل الجبل .
حتى اثناء تفجير مسجد دار الرئاسة ؛ بينما كان ينقل خطابه للشعب بصوت يملؤه الالم والحكمة والحنكة والصفاء الذهني المتخفف من الحماقات ؛ على الرغم من بشاعة ماحدث له ولطابور عريض من اركان الدولة في عملية بالغة الوضاعة والخسة .
واما مشهد الذروة في خلاصة قصته الخالدة كبطل من عيار الرجال الشجعان ؛ وكزعيم حقيقي تجسدت فيه روح وملامح وبسالة الساموراي الاخير ؛ هو ذلك الذي حدث بعد انتفاضة الثاني من ديسمبر بينما كان يواجه الموت في بيته ؛ رأس برأس ؛ بروح صلبة وارادة فذة ورباطة جأش فريدة ؛ دون ان تهز له شعره ؛ في مشهد تاريخي مدهش ولا يتكرر في الحياة مرتين .
ولو لم يكن في حياة الرئيس الراحل / علي عبدالله صالح عموما ؛ غير ذلك المشهد الاخير فقط ؛ فهو يستحق عليه التعظيم والتخليد كزعيم ذهبت اليمن من بعده الى الجحيم .
الف رحمه عليه وعلى رفيق دربه الوفي الأمين / عارف الزوكا ؛ وعلى ارواح كل من كانوا معهم من شهداء الانتفاضة الباسلة .