تواصلا لخطب الجمعة المواكبة لعديد القضايا المجتمعية سخر الدكتور عبد البديع التركي خطبة الجمعة في مسجد المجمع التربوي بتعز لواحدة من القضايا المحورية المتعلقة ببناء الإنسان وبناء الاسر والمجتمعات وفق اسس سليمة معززا ذلك بأيات من الذكر الحكيم اختارها بعنايه شديدة حيث قال:
إخوة الاسلام
حديثي اليوم اليكم عن أساس كيان المجتمع المسلم
حديثي اليوم عن مكون انساني إن صلح هذا المكون صلحت به الأمة المسلمة
فصلاحه صلاح للمجتمع وفساده فساد للمجتمع
هذا الكيان هو كيان الأسرة
الأسرة التي كفانا الاسلام البحث عن أسسها وأصولها وأحكام صلاحها
فلقد حدد القرآن والسنة وحياة الرسول الكريم الأسرية معالم ذلك الكيان المسمى بالأسرة
والذي يبدأ بناؤه بما يعرف بالزواج في الاسلام
فالزواج هو الطريق الوحيد لتكوين الأسرة
فإذا أراد الإنسان بناء حياة سعيدة مستقرة فليس له إلا الزواج فبه لا بغيره تبنى روابط الأسرة وتقوى وشائج القربى
ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون
الأسرة رحمة ومودة واستقرار وسكن ولباس ولا تتحقق هذه المعاني العظيمة الا بالزواج
لذا قال الله تعالى
هن لباس لكم وانتم لباس لهن
ووالله أن فوائد إقامة الأسرة وبنائها تتجاوز المصالح الفردية إلى مصالح مجتمعية
فكما أن الفرد يستفيد من إقامة كيان الأسرة فإن المجتمع المسلم وغير المسلم لا يمكن إقامته الا ببناء الأسر التي لا مجال لإقامتها الا بالزواج
وبالزواج تحفظ مقاصد الشرع التي جاء الإسلام لحفظها والتي من أهمها مقصد النسل وحفظ الأعراض ولو قلت لكم
إنه بالزواج الشرعي المتين يحفظ الدين وليس فقط نسل المسلمين ناهيك على تأثيره في حفظ الأنفس وعقولها و أموال المسلمين
ايها المؤمنون عباد الله
اعداؤنا يقرأون التاريخ جيدا ويعلمون أن هذه الأمة لا يمكن أن تهزم أو تمحى طالما وجدت الأسر المتينة المتماسكة
ولذا قرروا اخيرا الاجهاز على هذا الحصن العظيم من حصون أمتنا
حصن الأسرة الذي أن تدمرت معالمه واهتزت أحكامه فإن الأمة كلها ستهتز وتنهزم
إن أدركنا ذلك
فلا غرابة أن أعداء هذه الأمة بكل مسمياتهم يعملون ليل نهار في سبيل تدمير الأسرة المسلمة وذلك بتدمير مكوناتها وعلاقات تلك المكونات ببعضها
وان أبرز مكونين للأسرة
هما الزوج والزوجة ثم يأتي الأبناء
فالزوج والزوجة بينهما علاقة من الود والاحترام والسكينة والوئام والرحمة والاكرام والمودة والسلام
ثم تنشأ بين الأبوين وأولادهم علاقة تقوم على البر والإحسان من جهة الابناء والبنات
والشفقة وتحمل المسؤولية باقتدار من جهة الآباء والأمهات
ايها المؤمنون عباد الله
هذه العلاقات اليوم يتأمر عليها
هذه المكونات اليوم يراد لها أن تتشضى وتتفتت
نعم اخوتي
سيناريو تدمير الأسرة اليوم يسير على قدم وساق
ولقد بدأ ذلك التدمير حينما صار ديدن الزوجة وقناعاتها تقول
لست ملزمة لزوجي وأبناء زوجي بشي
هذه النغمة اليوم بدأنا نسمعها وتقرا حروفها في وسائل التواصل والقنوات
امرأة تقول لست ملزمة بخدمة زوجي
وأخرى تقول
غير ملزمة بالسعر على راحة اطفالي
وأخرى تقول
انها غير ملزمة برضاعتهم
وأخرى غير ملزمة بإعداد الطعام والطهي
وغيرها وغيرها من الدعاوى و
جرعات السم الذي يتسلل إلى عقول وقلوب الزوجات والفتيات المسلمات
من؟ ولصالح من ؟
كل هذا التفكيك للأسرة
لصالح من تضرب ثوابت استقرار الأسر
لصالح من كل هذا العبث
مرة باسم حقوق المرأة
ومرة باسم المساواة بين الرجل والمرأة
ومرأة باسم صناعة كيان واستقلال للمرأة
إخوة الاسلام
الأمر جد خطير
نعم والله الأمر جد خطير
حينما تبحث وتناقش بنات المسلمين فتجد انطباع سلبي مدمر عن الزواج عندهن فاعلم أن الخطورة قد بلغت مستو مخيف
لقد صارت البنات يقدمن على الزواج تعليمهن وحريتهن وتبؤهن مناصب وظيفية
إن خيرت البنت بين الزواج والدراسة الجامعية قدمت الدراسة وهذا خطأ فاحش
إن خيرت البنت بين الزواج والحصول على الوظيفة قدمت الحصول على الوظيفة وهذا خطأ فاحش
إن خيرت بين الزواج وتبؤو منصب مرموق قدمت المنصب
إن خيرت بين الزواج وراتب يأتيها من عمل مختلط مع الرجال قدمت العمل المختلط
لقد زجوا بالمرأة في كل ميدان من ميادين الحياة كل ذلك تحت مسمى صناعة الذات والكيان والسعي للاستقلال عن الرجل
فقولوا لي بربكم
كيف اذن ستنشأ الأسرة
لقد وصل الأمر ببعض النساء أنها تتوظف بمحافظة واولادها وزوجها في محافظة أخرى
وبعضهن سافرن خارج اليمن وتركت أزواجهن وأولادهم
كل ذلك بدعوى الحرص على توفير حياة رغيدة والانتقال بهم إلى مستوى اجتماعي أعلى
كل ذلك رغبة منهن في تحقيق ذاتهن
لسان حال كل واحدة منهن
اريد اثبات ذاتي
الم اقل لكم أن الأسرة المسلمة في خطر
نساء يهجرن الفطرة الإنسانية
نساء يهجرن الشريعة الإسلامية
نساء يرفضن العيش في كنف الرجل
ما النتيجة بالله عليكم
النتيجة تدمير اهم اس من أسس هذه الأمة
إنه اس الأسرة
إخوة الاسلام
لقد بلغت الدعاية السلبية عند النساء تجاه تكوين الأسرة مبلغا خطيرة
عدد الكبير من النساء في محافظات اليمن طرقن ابواب المحاكم يبحثن عن الخلع من أزواجهن
وعدد منهن قررن يدخلن عالم الجريمة بقتلهن أزواجهن
وعدد منهن هجرن بيوت أزواجهن إلى بيوت ابائهن وتقول لك بيت أبي اعز لي
وبعضهن انكفين على هواتفهن والله اعلم ما نتيجة ذلك الانكفاء
والبعض الآخر من النساء بدأن يؤسسن لظاهرة لم تكن تعز تعرفها ولا اليمن ولا كثير من بلاد المسلمين
الا وهي ان عدد من النساء بدأ عددهن في تزايد مستمر اكتفين
بتربية الكلاب اوالقطط زاعمات أن حيوانها الاليف يملأ عليها حياتها بل أنهن يعتقدن أن هذه الحيوانات أعظم وفاء من الأزواج
من اين اتينا
من اين جاءتنا هذه البلاوى
صدقت يا حبيبي يا رسول الله
لتتبعن سنن من قبلهم
انه التقليد الأعمى للغرب الكافر وعلى حساب ديننا وشريعة ربنا
انها الموضة أنها دعاوى التحضر والتمدن والرقي ووالله ما هي إلا
علامات التفكك والتمزق والتخلص من المسؤولية
ووالله ما هي إلا بدايات أمراض نفسية من القلق والاكتئاب
ما هي إلا خطوات لصناعة العنوسة والوحدة والعزلة والإحباط التي ستنهش النساء نهشا والنتيجة لذلك كله
المصحات النفسية ودور الأمراض النفسية
هذه هي نتيجة تنفير النساء من بناء الكيانات الأسرية المستقرة
إخوة الاسلام
دعوني اكون صريحا معكم
كثير من الازواج اليوم يقابلون بنكران العشير والجحود من الزوجات
لابد من البحث عن الجهات التي تغذي هذا التوجه الزوجات
لابد من التعرف على من يعمل جاهدا في سبيل انقلاب الزوجة وتمردها
حول هذا الجانب من موضوعنا ستكون خطبتي الثانية إن شاء الله تعالى
يا ايها الذين امنوا قوو أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة.......
الخطبة الثانية
من هم الذين ساعدوا في الاجهاز على كيان الأسرة
دعوني ايها الأحباب
اجمل الحديث عن هولاء
واترك التفصيل إلى جمعة قادمة إن شاء الله تعالى
اول من أجهز على كيان الأسرة
الزوج الجاهل بأحكام واداب واخلاق وقيم الزواج
الزوجة تأتي ثانيا حين تتزوج وهي تجعل كل شي
ولا شك أن الزوج والزوجة الجاهلين كانا نتاجا طبيعيا لاب وأم جاهلين كذلك ولذا لم يتعلموا منهما
ثم يأتي النظام الدراسي في المدارس أو الجامعات
والذي يصنع التجهيل في هذه المسألة
ثم المجتمع المحيط بنا
ثم الحاكم الذي ترك الفضاء مفتوحا أمام القنوات
ثم الأنظمة المحلية
والدولية
ثم المنظمات الخبيثة
وقوانين الأمم المتحدة والمواثيق الدولية
كل هولاء يحتاجوا منا إلى تفصيل اتركه إلى لقاء قادم باذن الله تعالى
والحمدلله رب العالمين