آخر تحديث :الجمعة-28 نوفمبر 2025-04:50م

التمكين السياسي مسيرة شاملة لتحقيق المشاركة العادل

السبت - 26 أكتوبر 2024 - الساعة 12:01 ص
حمامة الصنوي

بقلم: حمامة الصنوي
- ارشيف الكاتب


في ظل التحديات المعقدة التي تمر بها اليمن، تبرز أهمية التمكين السياسي للمرأة كخطوة ضرورية وملحة نحو تحقيق التوازن والتقدم المجتمعي.


فالمرأة اليمنية التي تحملت خلال السنوات الماضية الكثير من الأعباء والمعاناة، أثبتت في أوقات الشدة أنها عنصر أساسي لبقاء واستمرار المجتمع، مما يجعل التمكين السياسي لها أولوية وطنية وإنسانية.


يشمل التمكين السياسي للمرأة اليمنية منحها حقوقًا متساوية في الترشح والانتخاب، وتوسيع مشاركتها في المناصب القيادية والإدارية في السلطات الثلاث بنسبتها الأولية 30%، والوصول إلى مراكز صنع القرار. ومن المهم أيضًا زيادة تمثيل النساء في الهيئات التشريعية والمجالس المحلية والحكومية، وذلك ليصبحن جزءاً فاعلاً في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهن وحياة مجتمعاتهن.


إن الحراك النسوي القوي والموجه هو مفتاح أساسي لتحقيق التمكين السياسي للمرأة، بل هو قاطرة التغيير والذي حتماً سيسهم في بناء وعي جماهيري بأهمية تمثيل النساء ومشاركتهن السياسية. فالمرأة اليمنية بحاجة إلى تنظيم صفوفها والتكاتف فيما بينها لتكوين جبهة موحدة تدعم حقوقها. يشمل هذا الحراك أيضًا تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني والمبادرات المحلية التي تدعم قضايا المرأة.


يجب أن يكون هذا الحراك أكثر من مجرد دعوات نظرية، بل ينبغي أن يتم ترجمتها إلى واقع ملموس عبر إطلاق حملات توعوية وإعلامية، وتقديم الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي للنساء، ليكنّ مستعدات لممارسة أدوارهن القيادية والإدارية بثقة واقتدار.


إن النساء الشابات والنساء المغيبات عن المشهد السياسي ومن لسن جزءًا من دوائر التأثير أو الفئات الناشطة سياسيًا، وقد تكون أسباب غيابهن متعلقة بالعوائق الاقتصادية أو الاجتماعية أو الجغرافية. وتمكين هؤلاء النساء ودعمهن للانضمام إلى الحياة السياسية يعد أولوية النضال، يجب أن نعمل على دمجهن عبر نشر الوعي بحقوقهن، وتوفير الدعم اللوجستي لتمكينهن من المشاركة في عمليات التعبير عن آرائهن في المنصات العامة. وهؤلاء جميعاً هن القوة الحقيقية القادرة على تغيير المستقبل. من هنا، يجب الاستثمار في قدراتهن وتنمية مهاراتهن القيادية والسياسية، وتوفير فرص التدريب والتعليم، ليكنّ قادرات على القيادة بثبات. فتمكين الشابات لا يعني فقط دعمهن، بل يعني أيضًا توفير بيئة آمنة لهن للنمو والإبداع.


من الضروري أن يشعر الجيل الصاعد من النساء الشابات الطامحات إلى النساء المغيبات ومن لا يجدن فرصة للظهور، بأن لديهن من يساندهن، وأنهن لسن وحدهن في طريق النضال. فالدعم المتبادل بين الأجيال يمنح النساء قوة إضافية للوقوف في وجه التحديات وتحقيق التمكين السياسي.


التحديات التي تواجه المرأة اليمنية عديدة ومعقدة، وتشمل الثقافة الذكورية، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمات الاقتصادية. ورغم هذه العقبات، فإن العزيمة والإصرار على التغيير هما القوة التي ستقود المرأة لتحقيق الأهداف. فالعمل المتواصل والدؤوب يعزز فرص النجاح، ويؤكد أن المرأة اليمنية قادرة على الوصول إلى مراكز صنع القرار متى ما توفر الدعم والتكاتف المجتمعي.


إن التمكين السياسي للمرأة اليمنية ليس مجرد حق مكتسب، بل هو أساس لتحقيق العدالة والتقدم في المجتمع. فمشاركة المرأة في صنع القرار تساهم في بناء مجتمع متوازن ومزدهر. لذا، يجب أن تتضافر الجهود من جميع الأطراف - منظمات المجتمع المدني، والقيادات وكافة الكيانات النسوية، والأسر، والحكومة - لضمان وصول المرأة اليمنية إلى مواقع القيادة.


إننا نعاهد أنفسنا ونعاهد الأجيال القادمة من الشابات بأننا لن نتراجع حتى نرى اليمن بلدًا تتساوى فيه الفرص ويُسمع فيه صوت المرأة قويًا وواضحًا.