نعم، نحن غرباء، ولكن لماذا؟ ونحن ننتمي لبلد واحد ودين واحد، وعاداتنا وتقاليدنا واحدة. فلماذا نحن غرباء؟ لأننا لا نريد الخير لوطننا. غرباء في وطني لأننا غفلنا عن تاريخنا، عن حضارتنا، عن عاداتنا وتقاليدنا. فأي مستقبل سننشده إذًا؟
نعم، غرباء. لأننا نسينا أن الوطن يُبنى بأيدي أبنائه وليس بأيدي الغرباء. نعم، غرباء لأننا تسابقنا على المناصب والمكاسب ونسينا أنها تزول، ويبقى الوطن.
نعم، غرباء. لأننا تركنا بناء وطننا الغالي وذهبنا إلى المنفى لبناء مستقبل لأولادنا، وتناسينا أن الوطن بحاجة إلينا. نعم، غرباء. لأننا زرعنا في نفوس أولادنا الحقد والكراهية والمناطقية والنعرات الجاهلية، وعدم الثقة فيما بين أبناء وطن واحد.
نعم، غرباء. لأننا نسينا التصالح والتسامح والإخوة فيما بيننا، ولجأنا إلى سياسة التخوين والعنصرية، ورفضنا القبول بمن حولنا. نعم، غرباء. لأننا تركنا صنعاء العروبة، صنعاء السلام، صنعاء الآباء، صنعاء الحضارة، بأيدي مجموعة سلالية قذرة عاثت فيها فسادًا.
نعم، غرباء. لأننا ظننا أن عدن الباسلة، عدن الثقافة، عدن التعايش، عدن التسامح والمحبة، بأيدٍ أمينة وصادقة تدّعي حب الوطنية، لكنها تجردت منه. نعم، غرباء. لأننا خنا عهد الشهداء وثقة الأوفياء وأمانة الشرفاء، وأصبحنا نتسابق مع الأغنياء ونسينا الفقراء والبسطاء.
بربكم، ألسنا غرباء؟
