آخر تحديث :الجمعة-22 أغسطس 2025-01:33ص

بين الدعوة للتصحيح وفكرة الهدم لكل شيء

الإثنين - 05 أغسطس 2024 - الساعة 11:34 ص
علي بن شنظور

بقلم: علي بن شنظور
- ارشيف الكاتب


همسات على الطريق..

هذه الهمسات كتبتها قبل ثلاثة يوم ثم حذفت نشرها لانشغال الجميع بمتابعة حدث قضية اعدام حسين هرهرة والعفو عليه من أبو حنين البكري وصداها الكبير ثم قضية المختطف عشال الجعدني وتطوراتها والأهتمام الكبير بها من الكل.

واعيد نشره مجددا مع بعض الاضافات
  
1..أولا بالنسبة لقضية عشال الجعدني فكل من لديه عقل سيقف مع الحق ومع أظهار الحقيقة ومعرفة مصير عشال ورفض الاختطافات بغير قانون وكذلك قضية القهبي وهذا الموقف تقريبا عبرت عنه حتى الجهات القيادية مثل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي واللجنة الأمنية العليا برئاسة وزير الدفاع الذين تضامنوا مع أسرة عشال وطالبوا بكشف ومحاسبة من يققون خلفها.

وبالتالي فأن التعبير السلمي حق مكفول للجميع وأن كان هناك من يريد أن يستغل القضية لحسابات سياسية  ويركب الموجه  غير أن الواجب قطع الطريق باجراءات قانونية وتغيييرات وأزالة أسباب الفشل في بعض المؤسسات وهذا مانرجوه من القيادة التي بيدها القرار قبل أن تتطور القضية وتخرج عن السيطرة من الجميع من بيدهم القرار ومن يتظاهرون نصرة لعشال.

2..أن تصحيح الأخطاء وإعادة بناء المؤسسات على أسس مؤسسية ضرورة وطنية ولكنها لاتتم في ظل الصراع بل بعقل منفتح خالي من عقد وامراض الماضي وصرعاته التي دمرت الجنوب وهذه المؤسسات تشكلت في ظرف حرب واجهها الجنوب وكانت مدافعا عنه في كل الجبهات رغم أي سلبيات في طريقة تكوينها.

لذلك الحفاظ عليها مهم وتصحيحها وإعادة البناء على اساس مؤسسي ووطني هو الضمان لقوتها من أي تصدع وتصادم مع الآخر الجنوبي.

لكن بالمقابل فأن الدعوة للتصحيح والتطوير لاتعني الهدم كما يدعو البعض بهدم الانتقالي وهدم مؤسسات الجنوب وتوصيفها بانها مؤسسات مناطقية وبعد اسقاطها يسلم الجنوب رقبته لمن بيدهم القوة.

فمن لايجييد غير الدعوة للهدم لكل شي بكل ايجابياته والعودة للصفر فأنه يدعو للضياع وللصراع لأن دعوته غير منطقية وعقلانية ولاتستقيم مع الواقع ومتطلبات الشراكة التي ينادي بها.

والتجارب كثيرة لمن كان فكرهم الدعوة للهدم لكل شي.. الى أين اوصلوا البلاد لعدم مقدرتهم على البناء للجديد فتسببوا بهدم الموجود وادخلوا الجميع بصراعات أشد مما كانت سابقا وباتوا أنفسهم يقارنون ماكان سابقا بأنه أفضل مما تم بعده. وماجرى في ٢٠١١م و٢٠١٤م و٢٠١٥ ليس ببعيد عن الجميع.

التوازن مطلوب بين الدعوة للتصحيح والحفاظ على ماتحقق وتطويره مع حق بقية القوى في تنظيم نفسها وأن كانت بقية القوى مبعثرة لم تستطع تقديم نموذج يمكن الأسترشاد به بل تمارس نفس السلبيات التي تنتقدها وتشتكي منها.

3..بالمقابل فهذا لايعني أن يظل الوضع كما هو بل  لابد من تصحيح الأخطاء كضرورة وطنية ويقع على من بيدهم القرار تغيير آليات العمل
والنظر لمتطلبات التصحيح العاجلة وتقديم نموذج إيجابي في البناء المؤسسي ومحاسبة من يرتكبون الأخطاء والممارسات السلبية بهدف التشويه بالجنوب وقضيته أو فتح أبواب للصراعات الماضوية.

الأخطاء تتسع والنار تبدأ من مستصغر الشرر والبقاء في حالة خمول وأسترخاء لايليق  بمن يتصدرون المشهد السياسي من القيادات والهيئات وهم ينظروا حالة الغليان في الشارع والمطالبات بسرعة تصحيح الأخطاء دون تقديم حلول تهدئ من ذلك الغضب المتسارع الذي أن لم يتم حسن التعامل معه اليوم بجدية سيصعب معالجته غداً  وللجميع في مازق نظام صالح عبرة كيف كان وكيف أمسي بعدها.

4..في ١٩٩٤م كأن الجنوب يقوده الحزب الأشتراكي اليمني وقد وقع في مأزق بصنعاء فقاد الجنوب معه لذلك المأزق وكنا نعتقد أن من يقودون المكتب السياسي على مستوى كبير من الدهاء السياسي والقيادي فتركنا الأنشغال والقلق اعتقادا أننا في أمان
 
للأسف بعد نكسة حرب ٩٤م وسقوط الجنوب كله فقد أتضح أن البعض مستواهم  السياسي ضعيف وليس لديهم عقل سياسي وتفكيرهم بسيط ومتواضع في القيادة ولانريد اليوم تكرار تجربة الماضي بالقول لأحد ينصح أو ينتقد أحد في ظل الأخطاء الموجودة بل الناصح هو الصادق أن كان نصحه للتطوير وليس للشماته والهدم والانتقام وتصفية الحسابات.

التصحيح والتطوير مطلوب والسقوط في حرب ٩٤م لم يكن للحزب الأشتراكي  وحده بل كان للجنوب كله حتى الذين وقفوا ضد الاشتراكي اكتشفوا أنهم في خطأ وظلوا مجرد موظف لاقرار له حتى استقيض الجنوب بعد ٢٠٠٧م. واليوم أي سقوط للمجلس الانتقالي الجنوبي هو سقوط  للجنوب وأن لم يكن الانتقالي سلطة حكم مطلق كما كان الحزب الأشتراكي فينبغي أن تصحيح الأخطاء  والخرج من  الوضع الحالي قبل أن تتسارع العجلة ويصعب أيقافها.

وللحديث بقية بإذن الله. 

والله من وراء القصد