آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-05:11م

شبوة أهلًا بالجميع

الجمعة - 07 يونيو 2024 - الساعة 08:29 ص
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


في الدول الفاشلة تلعب الفئات المتحكمة دورا في تحديد وإعادة انتاج الطبقات الاجتماعية، لان نشاطها يتجاوز في الغالب القمع الفيزيائي المنظم الى وظيفة تنظيم الروابط الأيديولوجية والاجتماعية وخلطها ثم إعادة رصها، بغرض توظيفها لإضفاء الشرعية على التمايز وعلى العنف ضد المجتمع، والعنف ضد كل محاولة منه لمحو الماضي الأليم و كل ما يمس الذاكرة الجمعية من ذلك الماضي، وكل اعتدا مس الثقافة الخاصة ، وكذلك العنف ضد المجتمع، بتقطير الخدمات، كالكهرباء مثلا ، الفئات المتحكمة حتى ولو كانت متناقضة الاتجاهات الا انه يجمعها رابط خفي، ولذلك ضلت الحالة في محافظة شبوة، مشهد قبلي بامتياز، وحالة يرثا لها، وارث ثقيل مشبع بثقافة القبيلة والعنصرية، وهو ارث خليط من الفوضى وعنجهية القبيلة التي تجمع كل الأحزاب البائسة تحت سقف واحد ، ذلك الذي رسخ ثقافة هيمنة فئة. واحدة، وثقافة واحدة، وارث سلوكي سلبي بات من الصعوبة بمكان تغييره، ولذلك يستحال معه قيام مجتمع مدني في هذه المنطقة،
المجتمع كان يرجو أن يفهم ويعي انتقالي واشتراكي شبوة بعد اجتماعهم الأخير في الشهر الماضي، واتفاقهم على تجديد الشراكة، ان هنالك ذاكرة جمعية خدشت في الماضي ويجب ان تحترم بالاعتذار لها في الحاضر. ان إعادة الشراكة يعني الإصرار على العنف المعنوي ضد كل محاولة منه المجتمع لمحو الماضي الأليم ونسيانه، ولن يعفيهم الظهور بمظهر اخر ولن يعفيهم الإعلان من جديد ان شبوة تجمعهم، بل عليهم الرضوخ لمطالب المجتمع، بحذف الاشتراكي من الواقع ومن الذاكرة. لا ان يتم إعادة ممثليه في صورة الفاتحين الجدد. هناك دول خاضت حروبا واخرى تناضل من أجل محو كل ما يمس ذاكرة الماضي الاستعماري مثال الجزائر.
ومن الواقعية أن يعوا ان أعمالهم الحالية ليست بطولية وانهم في نظر الناس ليسوا بالأبطال، بل ان اقل ما ينبغي ان يقال عنهم انهم أصبحوا عالة على شعب الجنوب. الذي يرزح تحت خط الفقر. وعليهم ان يعلموا ان الناس يرون ماراثونها ما هو الا سباق لحجز مراكز والحصول على مناصب. لانهم يعلمون أنهم غير ملزمين بأحداث تغيير، وانهم لن يكونوا محاسبين، فكانت النتيجة هذا التدافع على بوابات حجز تذاكر الدخول لقوائم المستشارين الطويلة للانتقالي. اننا نشفق على شعب الجنوب ليس الا. لأننا في حضرموت أصبحنا أقرب ما يكون للخلاص من هذا الصداع، ورابط الموضوع اننا في ميفعة الحضرمية مازلنا نرزح تحت تبعية محافظة شبوة. ميفعة التي يعم مديرياتها رفض عام للتبعية بمحافظة شبوة وهو غضب تراكمي، بسبب تأخر استجابة السلطات العليا لمطلبهم بالفكاك من محافظة شبوة، تجاهل ولد رفض شعبي منظم لكل ما يمت بصلة بشبوة وثقافتها القبلية، ولسان حالهم يقول هنا ستكون حدود دولة حضرموت.