زجل، يزجل، أزجل، في لهجة دثينة، ومقارنتها بين الشعرين العامي والفصيح.
قال الشاعر امدماني في مساجلة بينة وبين الشاعر أبوحمحمة رحمهما الله :
حيا لكم ما شع براق الفزع
دي كلن ابيبصر على شعشاعية.
ما اﻷرض تزجل به وضرابه تبع.
والجيد يعجب ﻻ وحي رجاعية.
ديوان الشاعر ابوحمحمة ص 280.
وقال شاعر آخر في أغنية مشهورة :
حني وازجلي يا نوبة.
وقال الوالد حيدرة مقصع رحمه الله :
يا دي تحنين في اموادي
وانا علي غابت امليلة
أربع حمامات دي تزجل
وامخامسة فرخة امعيلة.
في قصة جميلة رواها لنا رحمه الله عندما رأى خمس صبايا يشترحن ويرددن الصوت الجميل وهو في طريقه إلى دثينة عائدا من البيضاء في ستينات القرن الماضي.
تتردد كثير كلمة الزجيل ووجدتها في كثير من اﻷشعار اختصرت اﻻستدﻻل بها على ما أسلفته .
أما الزجيل في الشعر الجاهلي وجدته في معلقة الشاعر أبو بصير ميمون بن قيس البكري المعروف باﻷعشى في البيت الرابع من معلقته حيث يقول :
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت.
كما استعان بريح عشرق زجل .
وهو هنا يصف محبوبته عندما تنصرف، وشبهها بالريح إذا ضربت ثمر شجرة العشرق وهو ثمر أصفر عند جفافه إذا ضربته الريح يعمل خشخشة كصوت الحلي والخلاخل أي صرير والعشرق بالمناسبة يحمل نفس اﻹسم في لهجة دثينة إلى اﻵن وموجود بكثرة في أسوام وسواقي اﻷرض في منطقتنا وسبق أن كتبت عنه فيما مضى.
وفي شرح التبريزي للمعلقات ص 197 يقول:
زجل مجاز وإنما المعنى كعشرق ضربته الريح فشبه صوت الحلي بصوته.
قال اﻷصمعي:
العشرق شجرة مقدار ذراع لها أكمام فيها حب صغار، إذا جفت وضربتها الريح تصدر صوت يشبه خشخشة الحلي.
وفي نفس المعلقة كررها اﻷعشى وقال في البيت رقم 33 :
وبلدة مثل ظهر الترس موحشة.
للجن بالليل في حافاتها زجل .
وهو يقصد أصداء اﻷصوات وزجلها المتردد في حافات تلك البلدة.
وقال ابن منظور في لسان العرب:
والزَّجَل، بالتحريك: اللَّعِب والجَلَبة ورَفْع الصوت، وخُص به التطريب وأَنشد سيبويه:
له زَجَلٌ كأَنْهُ صوتُ حادٍ،
إِذا طَلَب الوَسِيقةَ، أَو زَمِير
وقد زَجِلَ زَجَلاً ، فهو زَجِلٌ وزَاجِلٌ، وربما أُوقِع الزاجل على الغِناء قال: وهو يُغَنِّيها غِناءً زاجِلا.
والزَّجَلُ: رَفْع الصوت الطَّرِب؛ وقال:
يا لَيْتَنا كُنَّا حَمَامَيْ زاجِل
وفي حديث الملائكة: لهم زَجَلٌ بالتسبيح أَي صوتٌ رفيع عالٍ..
إذن الزجل في لهجة دثينة وفي الشعر العربي وشعر شعراء دثينة إلى اليوم هو يحمل نفس المعنى ولم يتغير منذ قرون عديدة .
ما أجمل لهجة دثينة.