آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-12:52م

العيسي رجل وطني بامتياز والشواهد كثيرة 2-2

الثلاثاء - 07 فبراير 2023 - الساعة 08:01 م
علي المسقعي

بقلم: علي المسقعي
- ارشيف الكاتب


أشرنا في المقال السابق إلى الفكرة التي ظلت تراود الاخ المناضل/ أديب العيسي وهي شرعنة المقاومة الجنوبية ودمجها في الجيش والأمن ، حيث سعى جاهدا لتحقيقها ، متنقلا بين المحافظات الجنوبية المحررة من أجل توحيد صفوف المقاومة تحت قيادة واحدة ، فجاءت ثمرت هذا الجهد بالأثر الايجابي والنفع الكبير على كافة أبناء الجنوب ، فكان للعيسي شرف اعلان قرار الدمج في 25 أغسطس 2015م خلف شرعية الرئيس هادي في ذلك الحين ..

فــ بفضل الله ، ثم جهد وسعي العيسي تم دمج اكثر من 50000 شاب تقريبا من أفراد المقاومة الجنوبية من عدن - أبين - لحج - الضالع في المؤسستين الامنية والعسكرية ، وبهكذا قرارات شجاعة ومسؤولة تم القضاء على نسبة كبيرة من البطالة بين صفوف الشباب الذين حرموا من حقهم في التوظيف بسبب سياسة الاحتلال اليمني التي كان يمارسها ضد أبناء الجنوب ..

للعيسي مواقف كثيرة ، وفضائل لا تعد ولا تحصى ، فهو صانع ومكتشف الكثير من القيادات الشبابية ، التي أصبحت اليوم تتبوء مراكز ومناصب عليا في الدولة ، وذلك من خلال دعمها او تقديمها وتزكيتها أمام أصحاب القرار ..

عرفته رجل معطاء ، ومنزله مفتوح للجميع دون أستثناء ، فهو من أسرة كريمة مناضلة ، والده الشهيد/محمد صالح العيسي العوذلي أحد شهداء التسامح والتصالح الجنوبي ، الذي يعد المناضل أديب العيسي من صناعه ..

بعدها تسارعت الاحداث والمتغيرات على الساحة الجنوبية ، فالبعض لم يرق له هذا العمل والتقارب والتعاضد الجنوبي الحاصل ، فحاول تشتيت وتمزيق وحدة الصف الجنوبي ، وضرب نسيجه الاجتماعي ، وذلك من خلال تدفق الاموال المدنسة ، وشراء الذمم والولاءات المناطقية الضيقة ، على حساب وطن جريح ، ممزق أشلاءه ، لايزال أبناءه يعانون ويلات الحرب والدمار منذ 9 سنوات حتى اللحظة ..

وكما هو معروف للجميع أن عملية البناء لا يقوم بها الا العظماء والكبار ، الذين تسمو أنفسهم وأرواحهم فوق جراحهم وألآمهم ، وفوق مرض المناطقية وحب الذات والانانية والطمع والجشع ، فإن عملية الهدم يقوم بها الصغار ممن فضلوا مصالحهم الشخصية ، طمعا في الحصول على الجاه والمنصب ، دون أكتراث بمعاناة شعبهم أو الحفاظ على منجزاته وتضحياته التي قدمها ..

جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن ، فخلال هذه الفترة تم تخوين ومحاربة الكثير من الشرفاء وتوزيع صكوك الوطنية بطريقة مناطقية عفنة ، مما أدت إلى أشعال حرب الفتنة والاقتتال بين أخوة ورفقاء النضال السلمي والكفاح المسلح ، وعلى الرغم من أن المناضل أديب العيسي لم يكن أحد أطراف هذا الصراع ، إلا أنه نال نصيبه وتعرض لأسوء أنواع القذف والسب والشتيمة ، بل اقتحموا حرمات المنازل ونهبوا كل ما فيها ، ناكثين العهد والقسم الجنوبي الذي أقسموه على أنفسهم ، أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام ، ماله وعرضه ... إلى آخر القسم ، وكل ذلك نتيجة التعبئة الخاطئة التي مورست بحقه وبحق الكثير من أبناء الجنوب ..

بعد مرور سنوات يقف اليوم الكثير منهم بخجل وأستحياء على ما اقترفوه بحق هذه الهامة الوطنية الجنوبية ، التي لم يصدر منها سوء ، رغم الأذى والاساءة التي تعرض لها ، مدركين قبح وشناعة أفعالهم ، لكن يبقى السؤال هل يمتلكون الشجاعة للاعتذار علانية عن القبح والاخطاء التي أرتكبوها ؟