عرفته في أواخر 2008م مناضل صلب ، يمتلك أفكار ثورية قيمة ، كان يسعى دائما لتنوير الشباب ، ولملمة وتوحيد الصفوف، حيث يعد المناضل أديب العيسي من الشباب القلائل في العاصمة عدن ، الذين استطاعوا قيادة دفة الشارع الجنوبي ، والمحافظة على روح سلميته الثورية التي انتهجها منذ انطلاق حراكه السلمي المطالب بإستعادة دولته المغتصبة على كامل التراب الجنوبي ..
وعلى الرغم من عنجهية نظام الاحتلال اليمني في مواجهة الثورة الجنوبية السلمية ، وممارسة آلة القمع والقتل ، والزج بالشباب في السجون ، إلا أن الثورة السلمية الجنوبية ظلت قوية ومتماسكة ، ولم يستطع نظام الاحتلال اليمني من اختراقها ، رغم استخدام جميع وسائل الترهيب والترغيب ، وبمساعدة بعض أبناء الجنوب الذين كانوا مع نظام الاحتلال اليمني في ذلك الحين ..
تعرض الاخ أديب العيسي للمطاردة والاعتقال من نظام الاحتلال اليمني عدة مرات ، كما أصيب في ساحة الشهداء المنصورة بطلق ناري حي ، نقل على أثرها الى أحد مستشفيات العاصمة عدن ، والتي ظل فيها عدة أيام حتى تماثل للشفاء ..
بعدها عاد ليواصل نضاله السلمي والاستمرار في قيادة الشارع الجنوبي مع باقي رفاقه ، الى أن جاءت حرب 2015م ، والتي لعب العيسي فيها دورا رياديا هاما ومميزا ، وذلك من خلال مشاركتة في جميع جبهات القتال ، ومدها بالسلاح والغذاء ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي ، حتى تحقق النصر بفضل الله وبفضل المقاومة الجنوبية التي قدمت الغالي والنفيس ، وبمساعدة أخواننا في التحالف العربي ، الذين جمعتنا بهم المتارس والخنادق في وقت الشدة ، قبل أن تتغير سياسة التحالف تجاه أبناء الجنوب ، بعد تحقيقهم النصر العظيم وإيقاف المد الشيعي الذي حاول التوغل في المنطقة ..
بعد أن وضعت الحرب أوزارها كان العيسي أول سفير من شباب المقاومة الجنوبية يقوم بزيارة دولة الامارات العربية مع مجموعها من افراد المقاومة ، وعلى رأسهم الشهيد القائد اللواء/عمر سعيد الصبيحي ، وبعض الاخوة السلفيين ، ولما التقوا بالرئيس الفعلي لدولة الامارات الشيخ محمد بن زيد ، دار بينه وبينهم حديث ، حينها أراد المناضل أديب العيسي المداخلة ، الا أن الشهيد عمر الصبيحي قال له: توقف ولا تتحدث ، فالوقت والزمان ليس وقتنا وليس زماننا ، وذلك بسبب الرؤية البعيدة للشهيد ، وقراءته للمشهد قراءة صحيحة ، إذ لا مكان للجيش الجنوبي الحقيقي في نظر التحالف العربي حاليا ، والذي فضل القيام بدعم تيارات دينية ومجاميع مناطقية مسلحة على حساب الجيش الجنوبي وكوادره المؤهلة ..
لم يتوقف العيسي عند هذا الحد ، بل سعى جاهدا للمحافظة على المقاومة الجنوبية وتنظيم صفوفها وذلك من خلال شرعنتها ودمجها في الجيش والامن ، كقوات نظامية ، ولائها لله والجنوب ..
فالعيسي رجل وطني بأمتياز ، والشواهد كثيرة لمن عرفه عن قرب ، ولم يكن يوما من دعاة المناطقية والفتن ، أو من الباحثين عن المناصب والجاه ، أو ممن سعوا لتحقيق مصالح شخصية ، كما لم يحاول تقديم نفسه او تشكيل قوة عسكرية بإسمه ، كما هو حال بعض القوات والمسميات التي طفت على الساحة ، والتي لا يملك قادتها قرار أنفسهم ، إلا أنه سعى دائما وجاهدا لوحدة الصف الجنوبي ، وأعادة بناء مؤسسات الدولة التي تم القضاء عليها ، لتحل محلها الفوضة والمليشيات التي لا تحترم القوانين ولا تتقيد بأي قيود ..
وكما أسلفنا سابقا أن العيسي لم يكن يوما مناطقيا ، فقد ذهب الى الضالع ، والتقي بالاخ المناضل/ عيدروس الزبيدي ، وطرح عليه الفكرة ، طالبا منه النزول معه الى عدن ليقود صفوف المقاومة الجنوبية ، على أن يكون نائبه الشهيد عمر الصبيحي ، وفعلا تم قبول العرض بعد أن نالت الفكرة استحسان الجميع ، وتم التوجه الى العاصمة عدن ، والتي فيها تم وضع اللبنات الاولى لاعادة تنظيم صفوف المقاومة الجنوبية ودمجها في الجيش والامن تحت قيادة الاخ/ عيدروس الزبيدي ..
#للحديث_بقية
