(وَلِي وَطـَـنٌ آلَيْتُ أَلاَّ أَبِيعَـه.. وَأَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرَ مَالِكا)...
-- أي زمن هذا الذي نعيش فيه ؟! وماهذا التغير المفاجئ الذي يجعل من شبابنا وأبناء مديريتنا < لودر> يلهثون وراء المادة ويبيعون أوطانهم بحفنة من الريالات، بعد أن كانوا أحرارا ودافعوا عن مدينتهم لودر في العام 2012م ، وتصدوا للعناصر المسلحة واجبروهم على التراجع والتقهقر على أسوار مدينة لودر في معركة الكرامة، وقدموا خيرة أبنائهم دفاعا عن الأرض والعرض.
-- كيف لهم اليوم أن يتجردوا عن إنسانيتهم ووطنيتهم لتجار الحروب، ويتسابقون إلى الانخراط في التشكيلات العسكرية لأكثر من جهة دون علمهم ماالذي يخبئه لهم الزمن ، وماهو المصير الذي ينتظرهم ، وهل هذه هي جملة القيم والأخلاق والإنسانية التي تربينا عليها في الجنوب منذ طفولتنا ، لنرضى بهذا الواقع المرير الذي نعيشه اليوم ، ونسلم أرضنا وثرواتنا لأناس غيرنا ليحكمونا ويتحكموا فينا وفي خيراتنا.
-- أي منطق هذا الذي يجعل من الجنوبي أداة تابعة لاعداء الجنوب والذين يريدون تحرير صنعاء من عدن وأبين وبجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل ، وهناك في الجهة الشرقية إثنا عشر ألف لواء تابعة للرجل العجوز والذي ازيح عن المشهد السياسي ، أوكلت لها حماية المنشآت النفطية في حضرموت وتصرف عليها المليارات ولاتزال رابضة في ثكناتها.
-- الصحوة أيها الجنوبيون فهذه المليشيات والتشكيلات العسكرية المزمع تكوينها هنا وهناك ، تنذر بكارثة على الجنوب ، وانتم ستدفعون ثمنها عاجلا أم آجلا.. وإذا كانت هذه التوقعات خاطئة ولا أساس لها من الصحة ، فلماذا يتم التركيز على هذه المحافظة دون غيرها من المحافظات الأخرى ؟ وهل هذه مؤامرة تحاك ضد أبناء أبين ، بعد أن تم أقصائهم من المجلس الرئاسي.
-- أجيبوني بالله عليكم على كل أسئلتي واستفساراتي ، وإلا فعلى الدنيا تدور الدوائر ، واختم مقالي بأبيات شعرية من قصيدة الشاعر أحمد مطر يقول في مطلعها :
شهداؤنا في كل شبر يصرخون
يا أيها المسترزقون
كيف ارتضيتم ان ينام الذئب
في وسط القطيع فتأمنون
وطن بعرض الكون يعرض بالمزاد
وشلة الانذال في وطني الجريح يتاجرون