آخر تحديث :الإثنين-18 أغسطس 2025-11:05م

امنجدة قرية الجود و الكرم

الإثنين - 21 مارس 2022 - الساعة 11:53 م
د. سالم عبدالله الحربي

بقلم: د. سالم عبدالله الحربي
- ارشيف الكاتب


باللغة العربية الفصحى أو كما يسمونها أهلها أمنجدة بإضافة أم التعريف الحميرية القديمة .. إحدى قرى مديرية لودر محافظة أبين الواقعة على ضفة وادي الخير عزان ، منطقة أشتهرت بالمحاصيل الزراعية مثل الحمضيات ) البرتقال الاخضر و الليمون ( الليم الحامض )  العديد من المحاصيل الزراعية وتربية الماشية و كذلك يمارس اهلها التجارة  و لديهم اشهر تجار الجملة في مديرية لودر  ( امنجدي  ) و يقطن قرية امنجدة اشهر الشخصيات الأكاديمية أ.د لصور رئيس جامعة عدن و هذا القرية كما عرفنا من أهلها إنها  تدعى بدار عمر بن سعيد الأسود الكندي أحد الاولياء الصالحين و لايزال ضريحه يتوسط القرية ، لقد كان الكثير من الزوار المتصوفين ياتون اليه من مختلف قرى لودر و المناطق الوسطى من مكيراس  و البيضاء في موسم الزيارة . 
لقد حصل لنا الشرف أنا و أخي ا / محمد المسحري زميل طفولتي و دراستي الثانوية (  زنجبار ) ابان الثمانينات من القرن الماضي   82-85 لقد ادهشنا جمال موقع هذة القرية التي تشبة لحد ما قرى المدرجات الجبلية المنهمرة كشلال منازل تتساقط من الأعلا  الى الأسفل و لقد أحسن قاطنيها في تطويع الجبل و ترويض ارتفاعه و  الحفاظ على الأراضي الزراعية من الزحف العمراني الذي نعاني منه في مناطقنا الساحلية زنجبار , النش ، الكود و الشيخ عبدالله و كذلك الجول و جعار و الحصن و باتيس الذي التهم اجزاء واسعة من اراضيها الخصبة ، لقد شهدت هضة المنطقة نهظة زراعية في فترة السبعينيات و الثمانينيات و في زيارة تفقدية  زار تلك المنطقة الرئيس المغفور له باذن الله الشهيد سالم ربيع علي ( سالمين ) في فترة الازدهار الزراعي و نهظة  المنطقة و لكن للأسف اليوم و نتيجة لسوء إدارة الري الزراعي ، الحفر العشوائي للآبار الإرتوازية كسر الحوض الجوفي و غارت المياة في دهاليز الأرض و حرمت الأرضي من أكسير حياتها ( الماء ) و تعرضت الأرض على مدى سنوات الجفاف الى عوامل التعرية و اصبحت تلك الاراضي الخصبة يومآ ما  ، الأن اراضي شبه صحراوية ، وتحولت بسلتين و جنان وادي عزان الى مايشبة الغابة من أشجار السيسبان و غيرها من أحراش النباتات البرية الشوكية ، لقد شعرنا بالآسى  على تلك الأرض الزراعية الشاسعة المهدر اهميتها التي كانت ترفد السوق المحلية بمختلف انواع المحاصسل الزراعية التي تجود بها المنطقة مثل الخضر و الفواكة البرتقال الأخضر و الليمون  و أنواع مختلفة من الحبوب كالدخن ، السليسلة ، الذرة  و غيرها على رقعة زراعية أنحسرت رقعتها الشاسعة بسبب شحة المياة ، و ظلت الرقعة الخضراء على بعض الأراضي الزراعية التي لازالت ابارها الارتوازية تعمل بنصف طاقتها ، لقد اثارنا موضوع اتيراد الحبوب من اكرانيا ، روسيا كندا و الولايات المتحدة بأسعار المضاربة في بورصة الحبوب الدولية المتحكمة بالأمن الغذائي للعديد من الدول النامية و نحن لدينا الأرض الطيبة و المزارعين
الاكفاء فقط نحن بحاجة لتوفير ثروة مائية تلبي حاجة تلك 
الأراضي عبر السدود ، القنوات و الأحواض المائية الصناعية و إعداد مشروع ري زراعي شامل للأراضي الصالحة لزراعة الحبوب لكي نصل الى الإكتفاء الذاتي أقل تقدير .
لقد احببنا بجد هذة القرية و شعرنا خلال فترة أسبوع من الزمان أننا عشنا في هذة القرية سنوات عديدة من قبل ، بل عندما علمت بان هذة القرية تدعى بدار عمر بن سعيد الأسود الكندي أحسست أن هناك سر وراء القشعريرة التي عانيت منها فترة الثلاثة الأيام 
الأولى  من مكوثي في قرية أمنجدة الطيبة ، السر يكمن في الرابط المشترك ( الكندي  )  لقد جعلنا طيب ، كرم و جود اهلها نشعر بأننا لسنا ضيوف بل ابناءها عادوا اليها بعد فراق طويل .
في نهاية مقالي هذا لايسعني إلا أن أشكر أهلي و ناسي الكرام في قرية أمنجدة و أتوجه بجزيل الشكر و التقدير لإدارة مدرسة محنف أمنجدة و مديرها الأستاذ الفاضل /  احمد محمد العميري و طاقم المدرسة التربوي و التعليمي و المتدربين في برنامج الدعم النفسي التربوي الإجتماعي من المناطق المجاورة الذين تعاونوا معنا و ذلولوا لنا  كل الصعوبات التي مكنتنا من اداء مهامنا بكل يسر و أريحية . و أتمنى ان نكون قد وفقنا في مهمتنا و كنا خفاف الظل على قلوب جميع من تعاملنا معهم .
الف الف الف شكر لك ياقرية الجود و الكرم .