آخر تحديث :الخميس-15 مايو 2025-08:48م

عام بأي حال عدت ياعام!!

الجمعة - 31 ديسمبر 2021 - الساعة 12:00 ص
د. الخضر عبدالله

بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


يطرق أبوابنا العام الجديد (2022)  وهو زائر يدخل بدون استئذان واذا دخل فعلينا قبوله بل والنظر اليه بعيون فاحصة .

لو طرح سؤالا ..ماذا نريد من هذا الزائر هل لدينا مانقدمه له علينا ان نسأل حكوماتنا  ما حققته في عام 2021 والذي يحل علينا بعد ساعات .. بل ماذا أستفدنا وحققنا من العام الذي قبله وقبله, حيث اصبح جزء من تاريخنا المملوء بالخيبات والمعاناة .

ماذا تحقق للشعب اليمني من ذل السلطات المتعاقبة والحكومة البائسة والهيمنة الأجنبية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

حقيقة عزيزي القارئ لقد خلفت الأعوام السابقة  تركة ثقيلة من التخلف والغبن والقهر الذي عاشه ويتجرع مرارته  شعبنا اليمني المغلوب على أمره. 

 لقد صارهذا الشعب اليمني نموذجا لهذا الغبن والظلم منذ قرع طبول الحرب الدامية التي جثت على الأخضر واليابس منذ (2015م ) , فماذا قدم الحكام والمسؤولون لشعبنا اليمني المسكين ,غير الوعود الكاذبة الذي يفبركها الساسة اليمنييون  ( وهم ليسوا ساسة بل مرتزقة سلطة ) والمتربعين على خوانيق اليمنيين  تحت يافطة ( الوطنية  ). 

دعونا نأخذ اول مثال  بسيط على صعيد محاربة الفساد في عام (2021) ماذا قدمت الحكومة الموقرة  والسلطات المحلية في كل محافظة يمنية ,هل قدمت لنا حوت واحد من حيتان المال والفساد ؟ كلا .. هل وضعت يدها على المنافذ  الحدودية والإيرادات المالية للنفط والغاز والجمارك والضرائب والدعم الدولي ووو..التي تقدر بالتريليونات شهريا ؟ كلا .. فهي لاتجرؤ على محاسبة النافذين الذين يديرون تلك المراكز الهامة,  هل حاسبت الحكومة المحافظات ذات الإيردات المالية الباهظة الشهرية كلا؟ والمصيبة العظيمة ان هذه الأموال الطائلة تذهب إلى جيوب المسؤولين ليس لها جدول او حساب على الرغم من أنهم اقسموا بالله العظيم في صيانتهم للوطن والمواطن.

والمثال الثاني قادة الجيش الذي منحهم رئيس البلاد أكثرمما يستحقون قد تجاوزوا الضوابط والقوانين اليمنية ( فعلى سبيل المثال لايعرف بالضبط كم عدد منتسبي الجيش الذين يتقاضون رواتبهم ,ولا احد يعرف ان كانت اعدادهم حقيقة ام وهم وخيال ! اين تذهب هذه الرواتب الشهرية هل إلى خزينة كل قائد عسكري .

المثال الثالث وان كان فيه شيئا من الضحك على الدقون ,وزارة الداخلية في تصريحات لها تؤكد على إرساء مداميك العدالة والمساواة, وإلزام وتنفيذ أجهزة الأمن ,ومأموري الضبط القضائي تجاه مسؤليتهم للحفاظ على حقوق المواطن , وتحقيق العدالة للوصول إلى مجتمع يسوده الود والسلام والمحبة.

فحال ما تسمع او تشاهد أو تقرأ مثل هذه التصريحات تقول بلا شك الجهاز الأمني ممثلة بوزارته مسيطر على  الأمور ومنفذ القانون . 

سأعطي القارئ نموذج بسيط لضرب وزارة الداخلية للقانون عرض الحائط وهذا المثال أصدرت النيابة الجزائية بعدن أوامر قهرية لمتهمين في محافظة مجاورة  لعدن.

عزيزي القارئ  بتصورك ماذا كان دور أجهزة الامن التي اكدت وزارة الداخلية بتطبيق القانون ,فالذي حصل ان هذا الجهاز الأمني في هذه المحافظة تعنت ورفض بحجة ان لديه توجيهات من وزارة الداخلية بعدم قبول هذه الأوامر وانهم لا يخضعون لمحاكم عدن .. إذن أين التأكيد الذي حثت عليه وزارة الداخلية بإلزام الأجهزة الأمنية في إرساء مداميك العدالة والحفاظ على سلامة الوطن والمواطن . 

لذا لا اعتقد ان العام الجديد فيه شيء جديد  فالمسؤولين لايفكرون في إصلاح البلد وأستقرار حياة المواطن, بل همهم الأكبر النهب وشراء العقارات في  دول العالم ,هل سيكون العام الجديد فيه بصيص من الامل ؟ هل ستكون هناك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تنقذ لليمن !! ام سنتحسر على عام 2021 ؟ وهذا ما اخشاه انه لن يكون افضل من السابق عدا امر واحد اراهن عليه هو اندلاع ثورة شعبية عارمة تصحح الاوضاع كلها وعند ذاك سنقول للمتنبي انه امر فيه تجديد.