آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-11:43م

الفأر الملوّن وصاحب سيادة المتجر!

الخميس - 23 سبتمبر 2021 - الساعة 09:44 م
عدنان حلبوب

بقلم: عدنان حلبوب
- ارشيف الكاتب


أسدى له صديقه بحيلة ما للقبض على فئران تغزو وتعبث بمحتويات المتجر ؛ ظل يشكو لرفيقه من معاناة تؤرق تفكيره بدون توقف. استمع له صاحب المتجر حتى انتهى من الخطة التي ستكون ناجعة لوضع حد فوضى واستبداد حكم الفئران؛ كانت الحيلة هو مسك فأر ما ثم تلوين كامل جسده للقيام ببدء تنفيذ الخطة وقد كان يهدف من هذا كله هو بث الرعب لدى أقران الفأر الملوّن بمجرد رؤية الاختلاف بينهم ؛ وذلك بفضل نظرية صديقه المفكر النهم. 

لكن المؤسف أنه بعد تلوين الفأر حصل شيء مُذهل ومن غير المتوقع ومعاكس لما كان ينتظره مالك المتجر. "من الجنون أن أرى متجري والجرذ اللعينة تجتاحه بضعف أضعاف ما كان موجوداً وبعدد هذه الكائنات القذرة والوسخة".

سارع العبدلله في اطلاع صديقه بالأمر  لفك لغز سبب تكاثر الفئران أكثر من السابق وبوتيرة متسارعة وانقلاب الموازين لصالح جبروت الفئران 

"إن الأمر يا صاحبي ربما على الأرجح متعلق في انبهار الفئران من لون قرينهم  الغريب والجميل وهذا يضعنا في تفسيرات أُخرى أيضاً ثم صمت". كان صاحب المتجر لايبدو مرتاحاً من حيلة رفيقه في (نظرية الألوان لطرد الفئران). فقال - أي صاحب المتجر إنها حيلتُك وخطتُك!.. هنا تحدث صديقه المفكر وقال: أن الحل الآن هو خيار واحد ولا يوجد لدينا حل آخر سواه وهو أن نمسك الفأر الملوّن للحد من توّسع إمبراطورية مملكتهم للتخلُص من المأزق

كانت الحيلة الثانية شراء كميات كبيرة من مصائد الجرذان للقبض على الفأر الملوّن الذي ربما قد أصبح بطل ولربما نال مظهره  إعجاب الفئران وتم تتويجه زعيماً لهم. تحدث مالك المتجر في هذا لنفسه عندما كان منهمكاً بوضع المصائد في كل الأمكنة والاتجاهات. مرت الأيام وفشلت كل الخطط والحيَل ولم يتغير شيئاً؛ ساد حكم الفئران فسيطروا على المتجر وزادت مطامعهم أكثر. 

لن أطيل بقدر ما حرب اليمن طالت وذلك بفضل المخططين والمتكتكين واللاعبين والمحلليين الاستراتيجيين-المفكرين والمتلونيين والملوَنيين؛ ولا تنسوا المطبلين!؟