آخر تحديث :الأحد-22 يونيو 2025-07:05م

إرادة الشعوب لا تُقهر

الثلاثاء - 31 أغسطس 2021 - الساعة 08:40 م
القاضي صالح النسري

بقلم: القاضي صالح النسري
- ارشيف الكاتب


لا شك ان الشعب الجنوبي يعي ويدرك خطورة الوضع الراهن الذي يُمر فيه، ولا شك ان حرب ١٩٩٤م هي البداية للقضاء على الوحدة التي يتمسّك بها اليمنيون الذين يريدون إن تبقى الجنوب تحت حكمهم ونفوذهم القبلي المتسلط، لقد حكموا الجنوب سبعة وعشرون عاماً وقد أثبتت التجارب لهذه الفترة على فظاعة حكمهم وتسلّطهم على ثروات الجنوب ومقدراته، وها هم الأن يسعون جاهدين وبكل السُبل والوسائل إلى إعاقة حصول الشعب الجنوبي على استقلاله وحُريته، لان الأعوام التي قضوها في الجنوب أثبتت احتلالهم للجنوب، وقد عملوا على تمزيق النسيج الجنوبي وعلى التفرقة بين المناطق، والمعاملة الا أخلاقية وحرمان الشعب من حقوقه المستحقة: من حق العمل والأجر والوظيفة، ولم نشهد اي مشاريع إنمائية حصلت أثناء هذه الفترة، لا في مجال الطرقات ولا الصحة ولا التعليم ولا المياه ولا الكهرباء، بل تم التعُمد في أنهائها ومحاربتها والاستيلاء على العائدات الضريبة والإنتاجية والواجبات وذلك لمصالحهم الخاصة.

فالشعب الجنوبي قد خرج إلى الشارع منذُ عام ٢٠٠٧م حتى عام ٢٠١٥م وعمل عدة مليونيات تطالب بخروجه عن الامر الواقع وعن هذه الوحدة المشؤومة، حتى شكّل المجلس الانتقالي الجنوبي في ٤مايو ٢٠١٧م وخوّلت الجماهير رئيس المجلس الانتقالي على تولي مهام مطالب الشعب الجنوبي وأهدافه المطلبية وهو التحرر والاستقلال، منذُ ذلك الحين والمجلس الانتقالي يعمل لمصلحة الجنوب بقدر الظروف المُتاحة له، لكن دول التحالف هي من تعيق تحقيق هذا الحُلم كون كل دولة تنطلق من مصالحها الخاصة ولا ترغب باستقلال الجنوب، 

علماً إن اليمن تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهو حق الوصاية على هذه الدولة، ومن الملاحظ إن بعض دول التحالف تدعم الحزب الحاكم بالمال والسلاح_وقد تراجعت عن أهدافها المعلنة في بداية الحرب والذي كان الغرض منها هو تحرير صنعاء وعودة الرئيس والحكومة إلى صنعاء، وبعد ان عجزت عن تحقيق أهدافها أصبحت تفكّر إن لا مناص من الاعتراف بالحوثي الذي أصبح يشكل حجر عثرة أمام تقدمهم وأصبح يفرض الأمر الواقع كا حليف لإيران، ورموز قيادات الإصلاح أصبحت تعترف بالحوثي وتتفاوض معه لخلق جبهة قوية باتجاه الجنوب،، لان استقلال الجنوب يشكل خطراً عليهم وسوف يفقدون ثروات الجنوب، فباتوا يدعمون الحوثي اقتصادياً ويرسلون الحوثّه إلى محافظات الجنوب مثل: عدن وأبين ولحج وحضرموت والمهرة وشبوة لغرض القتال معهم وكذلك القيام بالعمليات الانتحارية وإطلاق الصواريخ لقتل الضباط والجنود من أبناء الشعب الجنوبي البطل لخلخلة التماسك الجنوبي واحداث الهلع والخوف، 

ولكن ذلك لا يؤثر على إرادة شعب الجنوب الذي أعلن عنها قبل أربعة عشر عاماً، ولن يخوّفوا الشعب الجنوبي لا الحوثيون ولا الإصلاحيين واذنابهم، لان إرادة الشعب الجنوبي قد أعلن عنها وعبّر عن تطلعاته المشروعة لتحقيق الاستقلال الناجز والخروج من الاستعمار اليمني الخبيث والمتخلّف، ولو يحشدوا أهل اليمن على الجنوب سوف يتم مواجهتهم وسوف تلحقهم الهزيمة النكراء، وسينتصر الشعب الجنوبي ويعلن دولته المستقلة التي تم تعميدها بدماء الشُهداء والجرحى الابطال والنضال العنيد الذي خاضه الشعب الجنوبي البطل منذُ نشوء الحراك.

ونكرر القول: إن إرادة الشُعوب لا تُقهر

انتهى