آخر تحديث :الإثنين-07 يوليو 2025-12:30ص

الأنذال

الإثنين - 02 أغسطس 2021 - الساعة 09:25 ص
محمد محسن هديان

بقلم: محمد محسن هديان
- ارشيف الكاتب


 

أظن عن نفسي أني مسالم كثيرا، وأكره العنف، ولا أحبذه كأسلوب في التعامل مع الحياة والناس والأشياء، وهذا الطبع من الأشياء القليلة التي تعجبني في شخصيتي، وتجعلني أتقبل نفسي في الأوقات التي أبحث فيها عن السلام معها.

 

لكن الأشياء ليست دائما كما تبدو، وقد يكون لدى كل إنسان سلوكيات لا يعلم بوجودها، وكل ما في الأمر أن الفرصة لم تتح له ولم تتهيأ الظروف المناسبة لظهورها إلى العلن.

 

ومع أني أحبذ السلام حتى مع الأعداء الظاهرين الذين يحملون البنادق ويعتمدونها كوسيلة للتفاهم، إلا أني اكتشفت مؤخرا أن هذا ليس كل شيء. وأن السلام مسألة فيها نظر، وأن هنالك أعداء رغم ما أدعيه من تسامح وجنوح للطف وبعد عن العنف لم أستطع حتى تخيل أني لن أسومهم سوء العذاب لو كنت مسؤولا عن عقابهم.

 

وجدت أن لدي ميولا سادية تجاه من يؤذون الآخرين بنذالة وخسة، والأيام الأخيرة قرأت وشاهدت كثيرا من الأخبار عن هذه العينة من الكائنات البشرية.

 

 

عموماً وعلى أي حال..

 

أحترم الأعداء الواضحين، الذين يشهرون بنادقهم في الوجه مباشرة، الذين يخبرونك بوضوح أن هدفهم هو وضع حد لحياتك، هؤلاء يسهل التعامل معهم، وتفهم دوافعهم مهما كانت مؤذية، ويمكن التعامل معهم بالمثل وأظنهم يتقبلون ذلك ويرونه وضعا عادلا.

 

لكن الأنذال الذين يبيعون الرجال والمواقف، الذين يرون في كلمة فرصة لزيادة مواقفهم الرخيصة بأي طريقة، الذين يعتبرون الخسة أسلوب الحياة الأفضل، هؤلاء لا يستحقون الشفقة ولا الرحمة وسيعيشون أنذالا ويموتون أنذالا هم أرذل وأحط حتى من أن يكونوا أنذالا وجبناء.