بؤس دولة الجنوب

انا شاهد على قيام دولة الجنوب المسماه جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من يوم نيلها الإستقلال في نوفمبر 1967م حتى يوم ضمها الى الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م.يوم الاستقلال كنت قد بلغت الثامنة من عمري.سنوات الطفولة عشنا في حلم أن نبني دولة العمال و الفلاحين، دولة الفقراء و القضاء على الإقطاع و البرجوازية.صبرنا على الجوع و اكلنا صانونة الهواء و اصبنا بالجرب و عالجناه بالقطران.

أستهلكنا الطحين المستورد المعفن و صبرنا على طوابير الخضار و الفاكهة و اللحم الاسترالي المجمد و المكفن و سمك الشارلستون و حق انيس.قضوا على اول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال عام ٦٩م و قالوا يمين انتهازي و صدقناهم ثم قضوا على ثاني رئيس عام ٧٨م و قالوا يسار منحرف و صدقناهم ثم انقلبوا على منظر الحزب و طردوه عام ٨٠م و صدقناهم ثم تناحروا في ١٣ يناير ٨٦م و قالوا قضوا على اليسار الانتهازي و لم يصدقهم احد بعد و لما ضاعت كل الأحلام في بناء دولة الفقراء و المساكين سلمونا لعفاش عام ٩٠م و كأنهم دخلوا التاريخ و لم يعلموا انهم خرجوا منه.

أعوام حياتنا في الوحدة أكثر من أعوام دولة الفقراء و المساكين المنشودة يضاف لها سنوات هذه الحرب الملعونة.انقضى اكثر من خمسين عاما و نحن ندخل في كل مرحلة ما يسميها هؤلاء السياسيون البلداء بالمرحلة الصعبة و الحرجة و الخطيرة.لماذا كتب علينا ان نمر بهذه المراحل الصعبة و الحرجة و الخطيرة.الا توجد طريق آمنه توصلنا دون هذه المراحل الصعبة و الخطيرة و الحرجة. لم يتبق لي من العمر كثير و لكن ما أخشاه ان يعيش هذا الجيل خمسين سنة أخرى يدخله من سلطهم الله على رؤوسنا في مراحل صعبة و حرجة و خطيرة.هل يبدأون بالعد من الآن؟