الكتابة ليست وظيفة مهنية تقترن بمكان ما ووقت معين لها لتمارسها كأداة لها نمط التدوين أو الحسابات والمقارنات أو حتى كتابة التقارير أو الرد على الخطابات والمذكرات ..(كل ذلك يقوم به السكرتير أو مدير المكتب أو صاحب العمل ) ولها قيمتها العملية وأجرتها ..!! لكن الكتابة الإبداعية وامتهان لغتها وعوالمها الخاصة فإنها في كثير من الأحيان لا يحسب لها قيمة الا بعد النشر واحيانا تكون من غير مقابل لكثرة المقالات وكثر من يكتبون بهدف أو لغرض أو دون ذلك ..!!
لكتابة الشعر أو الرواية أو القصة فأنها كتابات أدبية متميزة تجدها تنشر على مضض وفي إمكانية الحيز إن وجد وتظل كتابات إبداعية خاصة بأصحابها تعطى تميزا معينا لناشرها إن أهتم بذلك ولكن المقالات الصحفية والتي تعتبر أيضا نوعا خاصا للكتابة الصحفية تميزت بعنصرين هامين هما عنصر العرض والطلب وعنصر النشر والرد بمقابل ما يحصل عليه كاتبه لمصلحة أو منفعة ما تخدم رأي معين أو تروج لجهة ما تخدمها في ظروفها وحاجتها لذلك أمام أراء أخرى غالبا ما تكون معارضة لها ..!!
فمن يشتري الكتابة اليوم ؟؟؟
هل يشتريها كل من يشتري كل شئ في هذا الوطن ؟؟!! أم يشتريها من بريد أن يجعل لعمله ودوره حظوة وحضور عند رؤسائه والمشرفين عليه ومن عينه ويستطيع تغييره ..؟؟؟ام يشتريها من جبل على خلق الأراء الزائفة والكاذبة لتلميع وجه الفساد وأهله ..!!!
لذلك تجد كثيرون ممن أمتهنوا الكتابة بشرف ومهنية عازفون اليوم عن بيع أو حتى نشر كتاباتهم بالمجان في صحف أو مواقع إلكترونية لا تمثل إلى وجه أصحابها وتحاول أن تلغي كل الحروف والكلمات إذا ما كانت لغيرها أو تمثل حضورها في زمن بيع ضمير الحرف وكسر شرف الكلمة ..أو امتهان كل حقيقة تكشف عورة المستور وتعرض صاحبها للقمع والاحتجاز ..!!!
{ فمن يشتري الكتابة ؟؟}